هوليوود - "الحياة" - إذا كان ممثلو العضلات، من ستالوني الى بروس ويليس الى فان دام، يراقبون بقلق عالمهم وهو يتضاءل لصالح ممثلي العواطف الحارة - وهو ما تشير اليه آخر بورصة لأسعار النجوم في هوليوود - فإن بعضهم بدأ يستخلص النتائج من هذا الواقع الجديد. ومن هذا البعض آرنولد شوارزينيغر، الذي يراهن منذ الآن على فيلمه المقبل "نهاية الزمن" الذي يعتبره - هو - فيلماً فلسفياً، موضوعه الإيمان، ويتماشى مع الذهنية العامة لنهاية القرن. في هذا الفيلم، الذي انتهى تصويره قبل اسابيع، ومن المقرر ان يعرض ابتداء من منتصف كانون الأول ديسمبر المقبل، لن يجابه "شوارزي" - كما يطلق عليه تحبباً - ابطالاً أو ملاكمين أو قوى جبارة، بل سيجابه الشيطان نفسه، الذي يأتي الى الأرض عند نهاية الألفية لزرع الشر والعثور على عروس له. لكن البطل سيكون له بالمرصاد، فكيف سيجابهه؟ رود ستايجر، الذي يمثل معه في الفيلم، دور قسيس، سيقول له في أحد المشاهد: "إن الشيطان لا يمكن مقارعته بالسلاح، بل بالإيمان". ومن الواضح ان هذه العبارة تأتي لتعطي الفيلم نكهته. ف"نهاية الزمن" الذي يخرجه بيتر هايامز، في هوليوود، وتبلغ كلفته أكثر من 100 مليون دولار، هو فيلم يرتبط كما يقول مخرجه ب"هوس نهاية الألفية". وجاءت فكرته أصلاً "من كل ذلك الكلام الذي تحدث عن المصائب التي سيشهدها العالم مع نهاية العام 1999". ومن هنا يتوقع له النجاح. ناهيك بذلك الشعور الذي يخامر شوارزينيغر اليوم بأنه في طريقه الى تحقيق "انعطافة فكرية في اختياراته السينمائية" بعيداً عن العضلات. مهما يكن علينا ان ننتظر عرض الفيلم لنعرف ما إذا كان هذا الممثل محقاً أو غير محق في توقعاته.