ذكر الجنرال هنري شيلتون رئىس هيئة الاركان الأميركية المشتركة اول من امس ان الهجوم الجوي والصاروخي الذي شنته القوات الاميركية على العراق واُُُطلق عليه "عملية ثعلب الصحراء" ادى الى قتل نحو 1400 من قوات الحرس الجمهوري الخاص وفيلق الحرس الجمهوري العراقي. كما ابلغ احدى لجان الكونغرس ان الطلعات الجوية التي بلغ عددها 600 طلعة الشهر الماضي نجحت في اضعاف قدرات اسلحة الدمار الشامل وتدمير جوانب اخرى للقوة العسكرية العراقية بدرجة اكبر مما كان يُعتقد في البداية. وقال شيلتون امام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ ان "النظام العراقي فوجئ بتوقيت الهجوم، لكنه فوجئ بشكل خاص بحجم الهجوم وشدته". واضاف ان الجانب العراقي "خسر المبادرة، وهو ما نعتقد انهم يحاولون استعادته الآن، سواء على الجبهة الديبلوماسية أو بتحدي منطقتي الحظر الجوي". ولم يبد شيلتون قلقاً في شأن الاستراتيجية العراقية الجديدة، ووصف محاولات سلاح الجو العراقي اول من امس للتوغل في منطقة الحظر الجوي جنوب البلاد بأنها "غير مهمة عسكرياً". وطمأن شيلتون اللجنة الى ان الطيارين الاميركيين متأهبون وقادرون على مواجهة أي تحدي عراقي. واوضح ان "طيارينا الذين يعملون هناك لديهم قواعد اشتباك تسمح لهم بالتصدي للعراقيين اذا انتهكوا مناطق الحظر الجوي التي تفرضها الاممالمتحدة ]كذا[". وأشار شيلتون الى ان الرئىس العراقي صدام "اتخذ في البداية بعض التدابير الوقائية الامنية في وقت مبكر، ما يلمح الى انه كان يشعر بقلق في ما يتعلق باستقرار نظامه. وحسب المؤشرات المتوافرة لدينا فانه يشعر بانه استطاع ان يحد من التهديدات، لكنه لا يزال قلقاً في شأن مبادرات السياسة الاميركية واستمرار العقوبات، وما يلمسه من نشاط المعارضة، بالاضافة الى الدعم الفاتر الذي لقيه من دول عربية اخرى، وايضاً من اعضاء مجلس الامن". وذكر كينيث بيكون الناطق باسم البنتاغون في لقاء منفصل مع مراسلين اول من امس ان هناك مؤشرات غير مؤكدة الى حدوث اضطرابات في صفوف وحدات تابعة للجيش النظامي. وقال الجنرال شيلتون ان تقديرات الجنرال انطوني زيني قائد القيادة المركزية الاميركية تشير الى اصابة 64 هدفاً من اصل 66 في "عملية ثعلب الصحراء"، وان 85 في المئة من هذه الضربات كانت "مؤثرة". وللمرة الاولى، قدم شيلتون تقديرات لعدد القتلى والجرحى في صفوف القوات العراقية. وقال ان 600 من افراد الحرس الجمهوري الخاص، المكلف حماية وإدامة واستخدام ما تبقى من اسلحة الدمار الشامل، قتلوا او اصيبوا بجروح. ولحقت اضرار بخمسة مقرات لفيلق الحرس الجمهوري، فيما توجد "تقارير غير مؤكدة تفيد بان عدد القتلى والجرحى يصل الى 800 وسط وحدات الحرس الجمهوري". وعلى الجبهة الاقتصادية، قال ان مصفاة النفط في البصرة، التي قدّر انها كانت مصدر حوالي 30 في المئة من صادرات النفط غير المشروعة التي تشكل انتهاكاً للعقوبات الدولية، "اصبحت غير صالحة للاستعمال، ولا تزال معطلة". كذلك اكد تدمير المنشأة الوحيدة في العراق لتصليح الصواريخ وبطاريات الدفاع الجوي واجهزة الرادار.