براغ، لندن - "الحياة"، أ ب - التزمت الحكومة التشيخية امس الصمت المطبق إزاء معلومات صحافية ربطت قرار طرد رئيس المخابرات التشيخية من منصبه أمس الأول بپ"محاولة ارهابية" كان من المفترض ان ينفذها القنصل العام العراقي السابق في براغ. وكانت الحكومة التشيخية أعلنت يوم الخميس الماضي طرد كارل فالتيرين، رئيس جهاز المخابرات التشيخي من منصبه بسبب "فشل مهني خطير". ومع ان أسباب قرار الطرد الذي اتخذ يوم الاربعاء الماضي احيطت بالكتمان الشديد من جانب الأوساط الحكومية، إلا ان تقارير صحافية نشرت أمس ذكرت ان للقرار علاقة بخطط لتفجير مكاتب "اذاعة العراق الحر" التي تتخذ من براغ مقراً لها. في حين ذكرت تقارير اخرى ان سبب طرد فالتيرين هو "قلة خبرته". وحسب معلومات التلفزيون التشيخي، فإن فالتيرين الذي عين في منصبه عام 1997 فشل في ابلاغ السلطات الحكومية بأن القنصل العام العراقي السابق في براغ، جابر سليم، تلقى تعليمات بترتيب عملية لتفجير مكاتب "راديو العراق الحر" في براغ. ولكن العملية لم تهم، واقدم سليم على اللجوء الى بريطانيا العام الماضي. واعرب نائب رئيس الحكومة التشيخية باقيل ريشتسكي في حديث تلفزيوني أول من أمس عن أسفه لأن الحكومة "عرفت بالفشل المهني هذا عن طريق قوى صديقة"، لكنه رفض اعطاء المزيد من الايضاحات، واكتفى بالقول: "أي حكومة في العالم ستتخذ مثل هذه الخطوة طرد رئيس الجهاز من دون الكشف عن أسبابها". غير ان التقارير الصحافية المحلية أشارت الى ان ضباط المخابرات البريطانيين عرفوا بمخطط التفجير، ما يعني ان لندن هي التي أبلغت براغ بالتفاصيل. ومع ذلك، فإن صحيفة "ملادا فرونتا دنيس" المحلية ذكرت امس ان فالتيرين طرد لأنه فشل في كسب سليم الى صفوف المخابرات التشيخية وبالتالي تأمين تعامله مع المسؤولين الأوروبيين والاميركيين. وسبقت قرار الطرد تلميحات من وزير الخارجية التشيخي يان كافان الى ان الحكومة تجري تحقيقاً واسعاً في ملابسات "فرار" القنصل العراقي. ويذكر ان جابر سليم انشق عن النظام العراقي مطلع الشهر الجاري وغادر براغ في ظروف غامضة. وقيل ان بغداد ارسلت الى قنصلها، وهو ايضاً مسؤول المخابرات العراقية في أوروبا الشرقية، مبلغاً مالياً مقداره 50 ألف دولار لتفجير "إذاعة أوروبا الحرة" التي تعمل "إذاعة العراق الحر" في اطارها بتمويل وإدارة اميركيتين مستقلتين. لكن جابر أبلغ بغداد ان هذا المبلغ لا يكفي للعملية، فتلقى مئة ألف دولار اضافية، وما لبث أن أخذ الأموال المخصصة وهرب بها مع عائلته.