في وقت هاجم الرئيس السوداني عمر البشير الولاياتالمتحدة بعنف، داعياً المعارضة إلى العودة إلى السودان، أكد الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي الشريف زين العابدين الهندي تمسكه بحزبه ومبادئه التي تدعو إلى استقلال السودان وتحقيق الديموقراطية. وجاء موقف الهندي في مؤتمر صحافي عقده عقب انتخابه نائباً لرئيس المؤتمر الوطني الذي يمثل النظام السياسي الحاكم في السودان. وكان المؤتمر انتخب الرئيس عمر البشير رئيساً له والدكتور حسن الترابي أميناً عاماً والشريف الهندي نائباً للرئيس في ختام أعماله. ووصف الهندي اختياره بأنه تكريم له ولمبادرته التي أعلنها العام الماضي لجمع صف السودانيين. وقال "إن المنصب الجديد رمزي وبمثابة دكتواره فخرية وأنه بدون أعباء تنفيذية. ولكن لو وجدت أعباء تتناسب مع قناعاتي السياسية فسأقوم بها بعد أن وجدت صدقية من رجال الانقاذ، وسأرد عليها بالصدقية نفسها". وفاجأ الهندي الصحافيين بتقديم نفسه على أنه "زين العابدين الشريف يوسف الهندي الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي". وقدم عرضاً لتاريخ الحزب، وقال: "عقب الانتفاضة التي أطاحت الرئيس السابق جعفر نميري، فقد الحزب - بسبب الموت - كل قيادته. ولهذا لم يحقق الحزب الاتحادي نجاحاً. وفشلت الحكومة حكومة الصادق المهدي التي كانت تضم الاتحادي، مما أدى إلى قيام ثورة الانقاذ التي قادها البشير عام 1989. وقال إنه رفض "ثورة الإنقاذ" ولم يعارضها و"هناك فرق بين المعارضة والرفض". وتابع انه وجد ان مبادئ "ثورة الإنقاذ" وأهدافها "لا تختلف كثيراً عن مبادئ حزبنا حزب الحركة الوطنية". وأكد الهندي اقتناعه بالحوار الذي يقضي لحل مشاكل السودان، وانه سيحاول دعم هذا المبدأ من خلال عقد المؤتمر الوطني الجامع. وتوقع قيام "حزبية منضبطة" بعد حزيران يونيو المقبل، كما جاء في قرارات المؤتمر ونص الدستور المقترح. وكان الفريق البشير دعا المعارضة في الخارج إلى العودة إلى أرض الوطن والمشاركة في بنائه وفق قرارات المؤتمر الوطني التنظيم السياسي وليس وفق "أجندة أسمرا" مقررات مؤتمر المعارضة. وقال البشير أمام حشد جماهيري إن المؤتمر الوطني وحّد أهل السودان من دون حزبية وبلا عصبية. وأضاف ان المؤتمر "تجربة ناجحة" يقدمها السودان للعالم أجمع خاصة لاتباع الثقافة الغربية ومريدي الديموقراطية الهالكة". وشن الرئيس السوداني الذي كان يتحدث عقب انتخابه رئيساً للمؤتمر الوطني، هجوماً عنيفاً على الولاياتالمتحدة، وقال "إنها راعية الارهاب في العالم، حاصرت ليبيا وحاربت السودان وجوعت شعب العراق واستهدفت إيران". وتحدث في المهرجان الخطابي ذاته الدكتور حسن الترابي الذي انتخب أميناً عاماً للمؤتمر، فأوضح ان المؤتمر حزب سياسي ينظم حركة المجتمع ويعالج أمراضه. وأشار إلى أنه "حركة عالمية يمثل التوحد الديني وأنه ليس قيادة تحتكر السلطات". وفي تصريح الى "الحياة" قال الشريف الهندي انه لن يكون له مكتب مرتبط بالمؤتمر الوطني ولن يقوم بأي اعباء تنفيذية وأنه بصدد عقد مؤتمر عام لقيادات حزبه في الخارج في عيد الأضحى المقبل لوضع استراتيجية شاملة تؤدي الى تفعيل المبادرة التي أطلقها العام الماضي والهادفة الى قيام حكم ديموقراطي تعددي يقوم على اعتماد المواطنة أساساً للحق والواجب والفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية يحرسه قضاء مستقل ويخضع الجميع فيه الى سيادة القانون.