سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواب في البرلمان العراقي طالبوا بسحب الاعتراف بترسيم الحدود مع الكويت . صدام يعد بالثأر لضحايا الغارات الأميركية وبغداد تتهم دولاً عربية ب "عدم الاكتراث"
بغداد - أ ف ب، رويترز - هدد الرئيس العراقي صدام حسين امس في كلمة وجهها الى سكان البصرة في جنوبالعراق وبثتها وكالة الانباء العراقية بالثأر لضحايا القصف الذي تعرضت له هذه المنطقة اول من امس. وفي غضون ذلك دعا نواب في المجلس الوطني العراقي البرلمان الى سحب الاعتراف بترسيم الحدود العراقية - الكويتية، فيما تقبل عراقيون العزاء في ضحايا الغارات الجوية الاميركية في قرية صغيرة جنوبالبصرة. وخاطب الرئيس العراقي سكان البصرة بعبارة تحمل في طياتها وعداً بالثأر للضحايا قائلاً: "ان دماءكم لن تذهب هدراً". واضاف مخاطباً "الشعب العظيم في محافظة البصرة المجاهدة الصامدة" ان "دماءكم ستنبت رياحين في شجرة الحرية والمقاومة والنصر". وحيا الرئيس العراقي في رسالته التي بثتها وكالة الانباء العراقية وقرأها عبر الاذاعة العراقية احد المذيعين صمود البصرة "ضد طاغوت الكفر واتباعه في السوء والرذيلة". وقال: "اصبروا يا أهلنا وأحباءنا فان النصر مع الصابرين". وهاجم "اصحاب الضمائر الميتة ممن يحملون الجنسية العربية" مؤكدا "ان الامة قالت وستقول رأيها بفعلتهم الخاسئة هم وأسيادهم". كما حمل الرئيس العراقي على المسؤولين العرب الذين "سدوا آذانهم ومنافذ عقولهم عن صوت الحق". وقالت صحيفة "الجمهورية" العراقية امس ان الرئيس العراقي امر بتقديم تعويضات لضحايا الهجمات الجوية الاميركية على البصرة. واضافت ان الرئيس صدام أمر بتقديم هدايا لمواطني البصرة الذين فقدوا منازلهم ومحتوياتهم. وتابعت ان لجنة شكلت برئاسة محافظ البصرة احمد ابراهيم هماش لتقويم حجم الاضرار التي لحقت بكل اسرة. وصدرت الى اللجنة تعليمات بالانتهاء من عملها امس. وعقد المجلس الوطني العراقي البرلمان جلسة طارئة امس دعا فيها عدد من نواب المجلس الى سحب الاعتراف بالكويت التي تسبب غزو العراق لها عام 1990 الى نشوب حرب الخليج عام 1991 لطرد القوات العراقية منها كما دعوا لرفض ترسيم الحدود بين الدولتين. ودعا النائب احمد محمد الاطروشي الى التوصية بسحب الاعتراف بالكويت وترسيم الحدود. لكن النائب محمد مظفر الادهمي قال للصحافيين ان نواب المجلس يعنون الغاء ترسيم الحدود لا الاعتراف بالكويت، وان ذلك لا يعني قراراً من جانب الحكومة. وطالبت غالبية النواب الذين تحدثوا في الجلسة برفض قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة بالعراق لكن لم يتضح ما اذا كانوا سيقترعون على قرار رسمي بذلك. ومن المتوقع ان يواصل المجلس الوطني مناقشاته اليوم الاربعاء، اذ من المقرر ان يقترع على عدد من التوصيات تحال بعد ذلك الى القيادة العراقية للتصديق عليها. وفي وقت سابق من الشهر الحالي تجاهل البرلمان العراقي دعوة بعض اعضائه الى سحب الاعتراف بالكويت وترسيم الحدود الذي اشرفت عليه الاممالمتحدة. واعترف العراق بالكويت عام 1994 وبالحدود المشتركة بينها استجابة لشروط وقف اطلاق النار في حرب الخليج عام 1991. وكان ناطق رسمي عراقي اتهم مساء الاثنين دولاً عربية لم يذكرها بالاسم باعطاء الضوء الاخضر للولايات المتحدة لضرب العراق برفضها ادانة الضربات الاميركية والبريطانية التي استهدفته فى كانون الاول ديسمبر الماضي. وقال الناطق الرسمي العراقي: "لقد حذرنا دائماً من ان العرب اذا لم يدينوا العدوان الاميركي البريطاني فإن ذلك سيكون بمثابة تخويل لشن عدوان جديد على العراق". واضاف الناطق الذى اوردت تصريحاته وكالة الانباء العراقية ان "عدم ادانة العدوان الاميركي - البريطاني يعنى ان العرب غير مكترثين بالعراق وربما يفسر موقفهم على انهم موافقون على ضربه والعدوان عليه". وكان الناطق يرد بذلك على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الاحد فى القاهرة والذي دعا بيانه الختامي بغداد الى الكف عن استفزاز جيرانها من دون ان يدين صراحة الضربات الجوية الاميركية والبريطانية للعراق الشهر الماضي. وكان ذلك البيان أثار حنق وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف الذي انسحب غاضبا من الاجتماع متهما الدول العربية ب "التآمر" لتوفير غطاء لضربات عسكرية جديدة.