احدى أهم المشاكل التي تواجه الأم مع وليدها في الفترة الأولى التي تعقب الولادة، والتي تسرف في أحيان بعض فرحتها، هي ظاهرة بكاء الطفل من دون سبب ظاهر. وما زالت الأبحاث والدراسات النفسانية تفرد لهذا الموضوع الكثير من الجهد والمال بهدف معرفة أسباب هذه الظاهرة، ومحاولة ايجاد أفضل الوسائل لمعالجتها. آخر التوصيات تقول بضرورة عدم ترك الطفل يبكي. فعلى الأم ان تسارع إليه وتحمله وتحنّ عليه لكي يشعر بحنانها واهتمامها به. فالبكاء هو لغة الطفل الأولى التي يحاول من خلالها التعرف على العالم الجديد، ووسيلته الوحيدة للاتصال بما يحيط به، والتي من خلالها ومن خلال ردود الأفعال تجاهها تتحدد مشاعره من هذا المحيط. علاوة على ذلك، هناك سبب آخر للبكاء قد لا يخطر ببال الكثير من الأمهات، وهو أن الطفل الحديث الولادة يكره البقاء من دون ثياب، حتى ولو كان المكان دافئاً. ويبرر الباحثون ذلك بأن الثياب تمنح الرضيع شعوراً بالدفء والأمان مماثل للعالم الذي عرفه في بطن أمه، لذا غالباً ما يبكي عندما تحاول الأم تبديل ثيابه. أما الأسباب الشائعة للبكاء، فمما لا شك فيه ان الجوع هو المسبب الأول لبكاء الطفل. فهناك مثل شعبي يقول: "الولد الذي لا يبكي لا ترضعه أمه"، فهو يذكِّر أمه من خلال بكائه لمواعيد أكله. الى ذلك، هناك الألم الذي أكثر ما يشغل بال الأهل عند سماع صوت بكاء الطفل، وهو في معظم أسبابه عائد الى ابتلاع الرضيع كمية من الهواء أثناء رضاعته، ما يؤدي الى المغص. لكن لا يجب أن يغيب عن البال احتمال وجود سبب مرضي اذا استمر البكاء، ما يوجب مراجعة الطبيب. وأقل ميزان لقياس "مزاج" الرضيع هو الأم التي، مع الوقت، تتعرف على عادات ابنها وعلى لغته الجديدة.