ليس هناك وسيلة أمام الطفل ليعبر بها عن احتياجه لأمه سوى البكاء، ويبكي الأطفال حديثو الولادة عادة ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً وهذا أمر طبيعي جداً. ويعتبر بكاء الطفل الصغير علامة من علامات التعبير عما يشعر به من انزعاج وضيق، وتقلق الأم كثيراً من البكاء المستمر وتكون كل الأقاويل وقتها أن بكاء الطفل يعود إلى المغص ووجع البطن. وللتمييز بين بكاء المغص وغيره، يحتاج الأمر إلى ملاحظة قوية ودقيقة، فالطفل الممغوص الذي يعاني من أوجاع البطن يبكي أكثر من المعتاد، ويشدّ يديه ورجليه، وتظهر علامات الاحمرار على وجهه. والأطفال المصابون بنوبات المغص يصعب تهدئتهم بالرضاعة أو تغيير الحفائض، وقد يستمر البكاء لعدة ساعات ويشتد المغص في الأسابيع الستة الأولى من عمر الطفل وينخفض تدريجياً خلال الشهر الثالث أو الرابع، وللمغص العديد من الأعراض، من بينها البكاء في الوقت نفسه تقريباً كل يوم، ويكون ذلك عادة في المساء وقد تدوم فترات المغص لدقائق أو لساعتين أو أكثر. كما يقوم كثير من الأطفال الممغوصين بسحب ساقيهم إلى صدورهم أو بالتخبّط أثناء البكاء ليعبّروا عن ألمهم، ويصعب، بل يستحيل مواساتهم. وعادة لا أحد يعرف حقاً ما هي أسباب المغص، لكن الدراسات التي أجريت ركزت على عدة أسباب ممكنة، ومنها حالات تحسس (حساسية حليب البقر) ، أو عدم نضج الجهاز الهضمي ( يسبب انكماش معوي قوي)، غازات معوية متزايدة، أو رجوع الأكل إلى المريء (بين الفم والمعدة)، أو تغيرات هرمونية، أو النظام الغذائي للأم التي ترضع طبيعياً، بالإضافة إلى قلق الأم وطريقة تعاملها مع الطفل، والاختلافات في طريقة تغذية الطفل أو راحته. ومن التدابير التي من شأنها أن تريحه من هذا المغص هي القيام بتجشؤ الطفل بعد كل رضعة لإخراج الهواء من معدته خاصة إذا كان الطفل يرضع بالزجاجة؛ لأن الأطفال الذين يرضعون بالزجاجة يبتلعون كميات من الهواء ويمكن التخفيف من ذلك بعدم رج الزجاجة أثناء إرضاع الطفل، وأفضل طريقة لتجشئته هي بطحه على بطنه بعد الرضاعة والتربيت بلطف على ظهره. ويجب على أم الطفل المصاب بالمغص الامتناع عن تناول بعض الأطعمة التي يمكن أن تزيد من حدوث المغص، من بينها حليب البقر والفول والحمص والفلافل والمسبحة والزهرة واليبرق والفاصوليا والشوكولا والبصل، ويمكن للأم أن تتناول هذه الأطعمة عندما يصبح عمر الطفل أكثر من أربعة أشهر. ويمكن تمديد الطفل على بطنه على ركبتيك أو ذراعيك وهدهدته بلطف وببطء، وإعطاؤه حماماً دافئاً أو تمديده على بطنه فوق كيس مائي دافئ، وإذا كنت تملكين كرة مطاطية كبيرة، قومي بوضعها على السرير، ثم ارفعي الطفل فوقها وحركيه فوق الكرة على شكل دوائر. ويمكنك وضع الطفل على بطنه على طرف فخذك، بحيث تكون أرجله أدنى من مستوى الفخذ مع فرك ظهره بأشكال دائرية ومن الأعلى إلى الأسفل، وتأكدي من أن رأس الطفل إلى الجانب حتى لا يختنق، كما يمكن وضع الطفل على الأرجل ثم وضع باطن يدك على بطنه وتدليكه بشكل دائري، ثم إمالته إلى الأمام مع الضغط على المعدة والأمعاء بيدك الدافئ.