ببساطة، ومن دون افتعال اكتشف أحمد آدم أنه قادر على توصيل السعادة الى قلوب الناس - ولم يضع نفسه في اختبارات، بل ترك نفسه للفنان محمد صبحي الذي ساعده على معرفة لغة الضحك الراقية. ولكن كانت تنقصه بصمة، أو "لزمة"، وعلى رغم اكتشافه الكثير من "اللزمات" و"الأفيهات" التي رددها الجمهور، إلا أنه لم يرض عن نفسه. ظل ثلاث سنوات يبحث ويفتش عن شخصية كاريكاتورية ينطلق بها في التلفزيون، والسينما وكان "القرموطي" هو البداية التي فجر بها قنبلته الرمضانية."الحياة" التقته وسألته عن سر نجاح "القرموطي" هذا العام؟ - القرموطي شخصية غير عادية حققت نجاحاً ملحوظاً عندما قدمها في الحلقات الزراعية "سر الأرض"، ولكن هذا النجاح لم يرضني لأنه نجاح محدود، وفي إطار زراعي، وكنت أعلم جيداً أنه عند تقديم هذه الشخصية في فيلم سينمائي سيحقق مفاجأة لكن للأسف، عندما أعددنا السيناريو فوجئنا بأنه يحتوي على 190 مشهداً، أي يحتاج الى فيلم مدته ست ساعات أو أكثر فقمنا بوضع خطة عمل لضغط المشاهد حتى نستطيع تقديم القرموطي للسينما، وللأسف شعرت أنني "بترت" روح الشخصية فأصبت بحالة يأس حتى عرض علي المخرج احمد بدرالدين فكرة تقديم القرموطي في مسلسل كوميدي رمضاني، عندها وافقت وأنا ألمح وأشعر بالنجاح المسبق لأن القرموطي إنسان طيب "ابن بلد" ولكنه مبالغ مثل بعض المصريين! ما الجوانب التي تم التركيز عليها؟ - في مسلسل "سر الأرض" لم يكن باستطاعتنا تقديم الجوانب الإنسانية أو القاء الضوء على حياته الخاصة، ومسلسل "القرموطي في مهمة سرية" يعتمد في الأساس على تقديم الجوانب الإنسانية، ويلقي الضوء على حياته الخاصة وأسلوب تفكيره، وكيف يخطط لأحلامه بشكل خاطئ من دون وعي، لكنه في النهاية إنسان طيب .. في الحلقات الجديدة قدمنا أفراح، وأحزان القرموطي وليس مجرد استعراض للعضلات، ورص "أفيهات" "ونكات". هل لهذه الكوميديا هدف؟ - قد يظن بعضهم أننا نقدم عملاً كوميدياً فحسب، ولكن هناك أهدافاً من أجلها وافقت على تقديم القرموطي وأهمها التسيب الذي يعيشه بعضهم، واللامبالاة وعدم التفكير في مستقبلنا بعد دخول القرن الواحد والعشرين، كل هذا نستعرضه من خلال مواقف خفيفة معتمدين على جملة شهيرة للقرموطي هي "معلهش إحنا بنتكلم"، نؤكد بها أن "الفهلوة" وعصر النجاح بالصدفة، والحظ انتهى، فلا بد من دخول العصر المقبل بفكر جديد، واجتهاد من دون اعتماد على "الفهلوة"! سبق لك أن طرحت هذا المفهوم في مسرحية "في ما يبدو سرقوا عبده" هل هذا عن قصد؟ - أنا قارئ جيد للتاريخ المصري والعربي ومدرك أن لمصر فترات ازدهار على مر التاريخ، وأن هناك فترات انتكاسة بعدها دائماً تحدث نهضة، ولذلك أقول إنه لا بد من الخروج من أزماتنا، ودخول معارك مع النفس لتحقيق أحلامنا ومواجهة التقدم العالمي! هل من أحلامك تحقيق نجومية الشباك في السينما؟ - أنا دائماً أهتم بموهبتي وبالفن الذي يضيف الي ولا أنظر الى نجومية الشباك حالياً، ولا أتعجل شيئاً فيكفيني ما حصلت عليه من نجاح تلفزيوني في السنوات الماضية، وهذا العام من خلال "القرموطي"، وفي المسرح حققت بعض ما كنت أحلم به! مسرحيتك الجديدة "حوده كرامة"؟ - هي اللقاء الثالث مع المخرج جلال الشرقاوي ويشاركني بطولتها صلاح عبدالله ومحمد شرف واتفقنا عليها كفكرة منذ 3 سنوات بعد عرض مسرحية "عطية الارهابية" وهي مفاجأة أتمنى أن تصل كرسالة للجمهور، نقول فيها إن الهيمنة الأميركية خطر، وأن كرامة المواطن العربي أهم من أي شيء، ويتم مناقشة كل المتغيرات التي طرأت على الساحة خلال السنوات العشر الماضية من خلال شاب مكافح اخترع جهازاً للتشويش على الأقمار الاصطناعية خوفاً من تجسس أميركا على زوجته ولكن المختصين رفضوا الاعتراف به"، ومن خلال هذا المفهوم نطرح أهمية الحفاظ على كرامتنا، وكيف نواجه الغزو الفضائي العالمي.