يبدأ "مديرو" مجلس النواب اليوم، تحت انظار القاضي ويليام رينكويست رئىس المحكمة العليا، عرض قضيتهم لإدانة ويليام جيفرسون كلينتون وإقالته كرئىس للولايات المتحدة. ويجري ذلك وفقاً لاحكام الدستور. لكن لن يجد المرء في القاعة المزخرفة لمجلس الشيوخ اي أثر لرجل لعب في الفترة الاخيرة دوراً فاعلاً في رسم مسار فضيحة "مونيكا غيت" واتجاه تطورها. إنه يقيم في لوس انجليس، واسمه لاري فلينت. وهو رجل وافر الثراء يُصدر 21 مطبوعة ناجحة جداً، من ضمنها ثلاث مجلات اباحية واسعة الانتشار. ويُعتبر فلينت من أشد المدافعين عن حرية الكلام، ودافع بنجاح عن امبراطوريته الاعلامية الاباحية في مواجهة ثلاث دعاوى امام المحكمة العليا، متكبداً نفقات قانونية قاربت ال 50 مليون دولار. وخُلّدت قصته العجيبة في احد افلام هوليوود، "الشعب مقابل لاري فلينت"، الذي تدور احداثه حول الجنس والمخدرات والمال والسلوك الفاضح، فضلاً عن الشرف الرفيع رغم ما في ذلك من غرابة. ويُعرف فلينت بهوسه في الدفاع، مهما كلف ذلك، عن حقه وحق كل مواطن اميركي في حرية الكلام. ويتحرك فلينت بواسطة كرسي المقعدين لانه تعرض ذات يوم وهو يغادر مبنى محكمة في جورجيا، حيث كان يدافع عن مطبوعاته في وجه اجراءات محلية تحظر الكتابات الاباحية، لإطلاق نار اصابه بالشلل. عقد فلينت الاثنين الماضي مؤتمراً صحافياً، وبدا في غاية الاناقة وهو يرتدي بذلة حرير باهظة الثمن. وكان هدفه أن يعلن امتلاكه أدلة لا يرقى اليها الشك تؤكد ان عضو الكونغرس الجمهوري بوب بار، وهو أحد "مديري" مجلس النواب ال 13 الذين يؤدون دور هيئة الاتهام في محاكمة كلينتون، "منافق" لأنه تورط في علاقة غرامية مع امرأة أصبحت في وقت لاحق زوجته الثالثة بينما كان لا يزال متزوجاً من زوجته الثانية. كما كشف فلينت، بالاستناد الى إفادة خطية تحت القسم من زوجة بار الثانية، ان النائب المحافظ الذي يُعرف بمعارضته للاجهاض ساعدها على اجراء عملية اجهاض لطفلهما الثالث لاسباب طبية ودفع نفقات العملية. وقال: "أنوي فضح المنافقين. اعتقد ان النائب بار تبنى موقفاً اخلاقياً لا يتماشى مع الموقف الذي تبناه كعضو في الكونغرس". ويأتي هذا التطور كآخر حلقة في الحملة التي يشنها فلينت ضد الجمهوريين في محاولة لوضع حد لتحقيقاتهم واجراءاتهم القضائية ضد كلينتون بسبب فضيحته الجنسية مع مونيكا لوينسكي في البيت الابيض. وكان فلينت نشر اعلاناً على صفحة كاملة في صحف رئيسية، معلناً نيته ان يدفع مبلغاً يصل الى مليون دولار لأي شخص يقدم معلومات وأدلة تربط اعضاء بارزين في الحزب الجمهوري بعلاقات جنسية غير لائقة وغير ذلك من النفاق. وقال فلينت انه دفع 500 الف دولار لمخبرين. وكان اكبر انتصار حققه حتى الآن مدهشاً تماماً. في كانون الاول ديسمبر الماضي، قرر عضو الكونغرس بوب ليفينغستون الذي كان انتُخب لتوه رئىساً لمجلس النواب، ان يستقيل من منصبه قبل ان يتسلّمه في مطلع الشهر الجاري، لمجرد ان محققين خاصين يموّلهم فلينت بدأوا جمع أدلة تثبت انه تورط على مدى سنين في سلسلة علاقات غرامية خارج الزواج. وهكذا، كان التهديد وحده كافياً للتخلص من ليفينغستون. ووعد فلينت بكشف مزيد من فضائح اعضاء بارزين من الجمهوريين فيما يتابع محققوه المعلومات التي تدفقت على مكتبه من اكثر من 2000 شخص ادعوا ان لديهم ادلة عن فضائح جنسية. ولم يتردد فلينت، الذي يُعرف بولائه للديموقراطيين، في الافصاح عن أهداف حملته منذ اطلاقها. لكنه نفى بقوة اي صلات مع البيت الابيض، وهو ادعاء يبعث بالتأكيد إلى الارتياح لدى كلينتون والمدافعين عنه. وقال: "يمكن ان أؤكد لكم اني لم أجر أي اتصال مع البيت الابيض. لا اتلقى الأوامر منهم. اناهض بقوة فحسب عملية الإقالة وأريد ان افعل كل ما بوسعي لتعطيلها". لكن الجمهوريين غير مقتنعين بصحة هذا الادعاء. وطالب جيم نيكولسون رئىس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الاثنين الماضي، الرئيس كلينتون "بوقف تكتيكات الارهاب الجنسي ووضع زميلك لاري فلينت في غلاف الورق البني العادي حيث ينبغي ان يكون". وغالباً ما تُباع المجلات الاباحية داخل اغلفة ورقية بنية اللون لحماية الاطفال من الصور الفاضحة. لكن فلينت يعد بمزيد من الاموال والفضائح. وقال متوعداً "انها ليست سوى البداية"، عندما اعترف عضو الكونغرس ليفينغستون علناً بخياناته الزوجية.