تصاعدت موجة الاغتيالات في بيشاور معقل المهاجرين والمنظمات الأفغانية المتصارعة، إذ تعرض للاغتيال خلال الساعات ال 48 الماضية قائدان معروفان. ونجح المهاجمون في قتل أحدهم، بينما فشلوا في قتل الثاني بسبب وجوده خارج منزله فعمدوا إلى قتل زوجته ونجله وحارسه. وقالت مصادر أفغانية مطلعة من بيشاور ل "الحياة" إن مسلحين هاجموا منزل القائد عبدالحق في حياة آباد، إحدى ضواحي مدينة بيشاور، بينما كان في الإمارات العربية المتحدة فقتلوا زوجته كريمة وولده وحارسه ولاذوا بالفرار. وقالت مصادر الأمن في بيشاور إن الدافع ربما يكون سياسياً، كون المهاجمين لم يقوموا بسرقة المجوهرات والأموال التي كانت داخل المنزل. ويعد القائد عبدالحق من القادة المجاهدين المعروفين، وكان قائداً لجبهة الحزب الإسلامي جناح ملاّ يونس خالص في كابول، طوال فترة الجهاد الأفغاني. وهو شقيق حاكم ولاية ننجرهار سابقاً حاجي عبدالقدير خان. وكان أول قائد أفغاني يلتقي الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان في البيت الأبيض خلال فترة حكمه وكذلك رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر. أما المستهدف الثاني في اغتيالات أمس فكان القائد المليشياوي المعروف بدعمه للأنظمة الشيوعية في أفغانستان سيد اغا ريش والذي قاد ميليشيات مشهورة في جلال آباد شرق افغانستان ضد المجاهدين خلال قتالهم القوات السوفياتية الغازية في الفترة بين 1979-1989، وما يعزز وجود الحافز السياسي والانتقامي وراء مثل هذه العمليات ان اغا ريش عثر معه بعد قتله على 300 ألف روبية باكستانية، أي ما يعادل 12 ألف دولار أميركي، لم يأخذها المهاجمون معهم بعد عملية الاغتيال. وكان عدد من القادة الأفغان الإسلاميين والشيوعيين تعرضوا لمحاولات اغتيال، نجح بعضها وفشل الآخر. ويشير البعض بأصابع الاتهام إلى حركة "طالبان" التي تسيطر على ثلاثة أرباع الأراضي الأفغانية وتحظى بدعم باكستاني لا محدود. وتقول مصادر مطلعة إنه بدون الدعم الباكستاني لمثل هذه المحاولات، لا يمكن ل "طالبان" أو لغيرها ان تقدم على مثل هذه الخطوات. وتنفي مصادر "طالبان" تورطها بكل أعمال العنف والاغتيال التي يتعرض لها القادة الأفغان المعارضون في بيشاور أو كويتا على الحدود مع قندهار وحتى داخل الأراضي الأفغانية.