حض رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور عبدالسلام المجالي على اعتماد الصراحة بين العرب والأوروبيين، وتخليص العلاقات بين المجموعتين من الإرث الاستعماري لوضع مسار برشلونة الأوروبي - المتوسطي على السكة السليمة. وقال المجالي في كلمة ألقاها في افتتاح ندوة "المتوسط بعد برشلونة" التي نظمها امس مركز جامعة الدول العربية في تونس ان "جذور العلاقات العربية - الأوروبية ليست صافية بل مليئة بالشكوك، والأرض التي زُرعت فيها شجرة الشراكة مشحونة بالسلبيات، وحتى بالسموم". وانتقد التعاطي الأوروبي مع العالم العربي، وقال: "اوروبا لا تحترمنا بل تريد ان نكون خدماً لها وهي تستدل بأحداث تاريخية محددة آخرها الاستعمار الغربي في منطقة المتوسط" لتبرير هذه العلاقة. ورأى ان هذه الذهنية "ما زالت قائمة في ضمير كل انسان وفي ضميرنا كعرب، ولا ينبغي ان ننسى ان زرع اسرائيل في المنطقة جاء بتواطؤ أوروبي". وأضاف: "اذا لم نعترف بهذه الحقائق لا يمكن ان تنمو شجرة الشراكة، لذلك ينبغي ان نتحدث في مدارسنا ومدارسهم بصراحة عن هذه الحقائق حتى تصفو الاجواء". وحض على بناء الشراكة الأوروبية - المتوسطية على قاعدتي المساواة والاحترام، مشدداً على ان أي شراكة "لا يمكن ان تعني ان احد الطرفين يستفيد والآخر يتضرر، بل ان يكون الطرفان مستفيدين". واستدل بتجربة المفاوضات الأردنية - الاسرائيلية التي قاد خلالها وفد بلاده الى واشنطن، وقال: "قدت مفاوضات السلام بذهنية بناء علاقة جديدة وليس بذهنية ان نكسب نحن ويخسر الطرف الآخر، علماً ان الكسب ليس مادياً فقط ولا هو آني فقط بل له كذلك نتائج ايجابية مؤجلة". وانتقد الانقسام العربي في مواجهة موقف أوروبي متحد، وقال ان "الاتحاد الأوروبي يتكلم بصوت واحد ونحن كبلدان متوسطية لا نتحدث بصوت واحد". وأشار الى استحالة الوصول الى وفاق واتفاقات بين 27 بلداً مشاركاً في مسار برشلونة "مما يستدعي انضاج الحوار في اطار مجموعات اقليمية كي يغدو التفاهم ممكنا". وتطرق الى الأمن ومكافحة الارهاب وقال: "يتحدث الأوروبيون عن الارهاب الا انهم لا يتعرضون لجذوره وأسبابه، فلا يمكن القضاء على الارهاب اذا لم نقضِ على دوافعه وهي الحالة النفسية في عالمنا العربي، وكذلك في العالم الأوروبي". وحض الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مركزها في تونس السفير نورالدين حشاد على دمج ليبيا وموريتانيا في مسار برشلونة ومنح الجامعة موقعاً مماثلاً لموقع المفوضية الأوروبية في الحوار الأوروبي - المتوسطي. وزاد: "آن الأوان لنتصارح مع شركائنا الأوروبيين كي نتقدم معا في بناء شراكة تتجاوز في رؤيتها المراحل الآنية لتشمل المجالات الاستراتيجية التي تتصل بالبناء المشترك للاستقرار والتنمية على ضفتي المتوسط". ولفت ممثل الاتحاد الأوروبي السفير النمسوي مكسيمليان بامر في كلمته الى ان الاتحاد بات اكبر مانح مالي لمسار السلام في الشرق الأوسط. وقدر حجم القروض والمساعدات التي قدمها منذ العام 1994 ببليون و700 مليون دولار