واصلت الحكومة السودانية حملتها لحشد قوات للمشاركة في المعارك الدائرة حالياً في جنوب السودان، وأعلنت عن توجه مئات من المتطوعين الى مناطق العمليات واستعداد آلاف آخرين للانتقال اليها، فيما نفت اريتريا الاتهامات السودانية لها بالمشاركة في هذه المعارك. وقال المنسق العام لقوات "الدفاع الشعبي" علي كرتي ان "مئات من المجاهدين توجهوا الى مناطق العمليات لصد الغزو الأوغندي" وأن المنسقية "تبعث يومياً بالمئات الى مناطق العمليات ضمن لواء النصر المبين". وأشار الى أن عدداً من مندوبي المنسقية أرسلوا الى الاقاليم "للتحريض على القتال والاستنفار". وأوضح ان "القوات الحكومية والمجاهدين قادرون على رد العدوان وتلقين أوغندا درساً لن تنساه". وأعلن الاتحاد العام للطلاب السودانيين ان "آلافاً من الطلاب ينتظرون التفويج الى مواقع القتال". وأشاد الاتحاد الذي يسيطر عليه الاسلاميون بقرار الحكومة اغلاق الجامعات لمدة شهر لتمكين الطلاب المتطوعين من المشاركة في القتال. وقال ان ذلك "لن يؤثر في استقرار العام الدراسي أو التحصيل الأكاديمي". وأكد الأمين العام للمؤتمر الوطني التنظيم السياسي الحاكم في ولاية الخرطوم معتصم عبدالرحيم "ان الحكومة لن تتعامل مع التظاهرات الطلابية احتجاجاً على اغلاق الجامعات من منطلق عدائي". ووصف الطلاب بأنهم "السند الحقيقي لحكومة الانقاذ"، لكنه شدد على "حماية الممتلكات العامة والخاصة" وقال ان "التعدي عليها سيعامل بالحسم اللازم في اطار القانون". وكان طلاب في جامعة أمدرمان الأهلية تظاهروا الأحد احتجاجاً على قرار اغلاق الجامعة. ودعا المسؤول السياسي الطلاب المحتجين الى "الهدوء حتى تتفرغ الحكومة لوأد عدوان الأعداء الحقيقيين". وقال: "إذا رأى بعض الطلاب عدم الذهاب الى مواقع القتال فنتوقع منهم على الأقل الهدوء حتى يحسم اخوانهم أمر المعتدين". نفي اريتري وفي أسمرا نفى مسؤول اريتري اتهامات رددتها الحكومة السودانية عن تورط اريتريا في المعارك التي دارت أخيراً في جنوب السودان. وقال مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الاريترية حامد حمد ل "الحياة" في أسمرا أمس ان هذه المعارك "شأن سوداني، لا دخل لنا به"، لكنه أضاف ان الاتهامات لبلاده "تنطوي هذه المرة على نيات عدوانية مبيتة". وأضاف ان "الحكومة السودانية تعرف تماماً المخاطر التي يمكن أن تترتب عليها أي ممارسات غير مسؤولة" في اشارة الى أنباء في أسمرا أكدت حشد الحكومة السودانية قوات في بعض المناطق في شرق السودان على الحدود المتاخمة لاريتريا. وقال حمد: "على الحكومة السودانية ان تراجع سياساتها الخاطئة التي ثبت أنها كانت سبباً مباشراً في عدم استقرار منطقة القرن الافريقي". وفي شأن تزامن هذه الاتهامات مع اجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض في أسمرا، قال حمد: "كررنا التأكيد أننا لا نقدم دعماً عسكرياً للمعارضة السودانية، لكننا لم ننف انحيازنا مع خيار الشعب السوداني وأطروحاته السياسية المشروعة التي أصبحت تجد سنداً من غالبية شعوب العالم والقرن الافريقي على وجه الخصوص لأن ذلك من شأنه أن يخلق الاستقرار في المنطقة".