بيروت - القاهرة - "الحياة" - أ.ف.ب. - أكد رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ان الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان جيد. وأشار لدى مغادرته السرايا امس الى ان لبنان "لن يتأثر بالأزمة الاقتصادية في العالم وبالانهيارات التي تشهدها البورصات العالمية". رأي خبيرين وفي الاطار نفسه، تحدث الخبيران الاقتصاديان اللبنانيان فريدي باز مسؤول التخطيط الاستراتيجي في بنك عودة ورجا بدران عن مدى انعكاس الازمة الاقتصادية الروسية على الوضع اللبناني. فرأى باز ان الازمة الروسية تختلف عن أزمة بلدان جنوب شرق آسيا عازياً اياها الى فشل الحكم الروسي في القيام بالاصلاحات اللازمة، أي الانتقال من الاقتصاد الموجه الى اقتصاد السوق. واضاف "ان تأثير الازمة الروسية في لبنان هو بحكم التواصل بينه وبين الاسواق العالمية علماً انه تواصل خجول، لان الاقتصاد اللبناني استيرادي لا تصديري، وهذا يعني ان ليست هناك خسارة في صادراتنا، وان محركات النمو في لبنان داخلية ولا علاقة لها بالظروف الخارجية. وثمة اعتبار آخر ان لبنان لا يملك اسواقاً لأجل وبالتالي لا يحق للمصارف حمل وضعيات قطع، علماً ان هذه الاسواق هي أفضل وسيلة مضاربة على العملة الوطنية. ثم ان الاسواق المالية اللبنانية يسيطر عليها المقيمون بنسبة 92 في المئة، الامر الذي يحدّ من عمليات الخروج العشوائية للمستثمرين الاجانب". أما بدران فقال ان "تأثير الازمة الروسية على المستوى العالمي كبير، لكنه في لبنان ضئيل وغير مباشر، خصوصاً لجهة طلب لبنان قروضاً خارجية لان المقترض سينظر بعد هذه الازمة الى نوعية القروض لا الى مردودها". واضاف "في حال تطوّرت هذه الازمة لا بد من ان تنعكس على اسواق الاسهم الاميركية ما يُضطر البنك المركزي اللبناني الى خفض الفوائد على الدولار وبالتالي على إصدارات الدولار. وحتى لو كانت الفائدة 10 في المئة ستكون هناك صعوبة لتسويق اصدار في العالم الثالث". الحريري الى القاهرة الى ذلك، يزور الحريري القاهرة الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع نظيره المصري كمال الجنزوري تتعلق بإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين. وأوضح سفير لبنان في مصر هشام دمشقية ان الحريري والجنزوري "سيترأسان الاجتماع الثالث للجنة اللبنانية المصرية المشتركة التي ستركز على قضايا أمنية وسياسية، وان الجلسات ستعقد على مدى يومين للبحث في مشروع اتفاق انشاء منطقة حرة وتنظيم معارض تجارية في كلا البلدين وتنشيط التبادل التجاري بينهما. وعلى الصعيد السياسي، أوضح دمشقية ان رئيسي الحكومتين سيبحثان في قضايا السلام والاعتداءات الاسرائىلية على جنوبلبنان ودعم العلاقات الثنائية". واذ يميل الميزان التجاري لمصلحة مصر منذ ثلاثة اعوام، أوضح دمشقية ان "لبنان يصدّر الى مصر في شكل اساسي الفاكهة وخصوصاً التفاح وقطع غيار السيارات، ويستورد منها الانسجة والبطاطا والفاكهة وخصوصاً المانغا". وكانت اللجنة اللبنانية - المصرية المشتركة عقدت اول اجتماعاتها عام 1996 خلال زيارة قام بها الحريري للقاهرة وتبعتها الجولة الثانية في آب اغسطس من العام الماضي في بيروت