اجتاحت العاصمة السودانية أمطار غزيرة عمت كل أرجاء ولاية الخرطوم استمرت لمدة عشر ساعات من مساء أول من أمس حتى فجر أمس. وطفحت الشوارع بكميات غير مسبوقة من المياه عجزت مجاري تصريف المياه عن استيعابها وحولت العاصمة السودانية الى بركة كبيرة للمياه لم تشهد الخرطوم مثلها منذ 1988. وأدى هطول الأمطار الغزير الى تعطل جزئي لعدد من المرافق اذ اغلقت معظم المدارس وتعطلت العديد من وسائل النقل، خصوصاً التي تربط العاصمة بالضواحي، وأغلقت معظم متاجر الأسواق وتخلف غالبية العمال والموظفين عن الحضور الى أعمالهم، وغابت عن الأسواق الخضار والفاكهة والخبز. ورغم انهيار عدد من المنازل، خصوصاً في الاحياء على اطراف المدينة، إلا أن المسؤولين لم يشيروا الى أي خسائر في الأرواح. ولازم هطول الأمطار انقطاع تام لخدمات الكهرباء عن كل أحياء العاصمة السودانية وذلك بسبب ارتفاع مستوى مياه النيل الأزرق في صورة غير مسبوقة في مدينة الدمازين على الحدود السودانية - الاثيوبية حيث يوجد خزان الروصيرص المصدر الرئيسي الذي يزور السودان الكهرباء. وقال مهندس في قطاع الكهرباء ل "الحياة" ان عودة خدمات التيار الكهربائي الى المدن السودانية وعلى رأسها الخرطوم مرتبط بزوال الموجة العالية التي تمر الآن عبر خزان الروصيرص. وأشار الى أن التوليد الكهربائي من الخزان انخفض الى أقل من خمسة "ميغاواط" من معدله الطبيعي وهو 200 "ميغاواط". وقال ان الانخفاض الكبير في مياه الشرب الذي تعاني منه احياء الخرطوم والذي دام لأكثر من 48 ساعة في أماكن عدة من احياء المدينة يعود بصورة رئيسية الى انقطاع التيار الكهربائي عن المحطات الرئيسية لضخ المياه. ويخشى سكان الخرطوم من السحب السوداء التي ما تزال تغطي سماء العاصمة رغم الأمطار الغزيرة التي هطلت، ويتوقعون هطول مزيد من الأمطار التي يمكن أن تدمر منازلهم، خصوصاً المشيدة من مواد تقليدية. الى ذلك، حذر المسؤولون في قطاع الصحة من توالد الحشرات، خصوصاً البعوض على المياه الراكدة ما يعني انتشار مرض الملاريا الذي يحتل حسب الاحصاءات الرسمية المركز الأول في سبب الوفيات في السودان.