مع انطلاق العام الدراسي بدأت رحلة الطلاب الجامعيين في البحث المحموم عن سكن يؤويهم ويوفر لهم جو التحصيل العلمي والاكاديمي في العاصمة. وعلى رغم توفير الدولة وحدات سكنية للطلاب لاتزال المشكلة قائمة، بل انها تتفاقم من عام الى اخر نتيجة الزيادة الكبيرة في عدد الطلاب المسجلين في الكليات والمعاهد السورية الى 149 الفاً الذي انعكس بدوره الى "كثافة سكانية" في المدينة الجامعة وصلت الى اسكان ثمانية طلاب في غرفة لاتتجاوز مساحتها 16 متراً مربعاً. وازمة السكن في المدينة الجامعية هي احد منعكسات ازمة السكن في سورية بشكل عام حيث تلعب نسبة النمو السكاني المرتفعة 3.3 في المئة دوراً بارزاً في خلق هذه الازمة ما يجعل تملك بيت او استئجاره حلما لايقدر عليه كثيرون. لذلك يكون الاقبال على السكن الحكومي الرخيص الذي يتجاوز ايجاره في الشهر نصف دولار اميركي امراً مفهوماً. من هذا الفصل تبدأ "معاناة" اخرى ابطالها هم القيمون على المدينة الجامعية والطلاب معاً. اذ يتذمر الطرف الاول من الاعداد الكبيرة التي يجب عليه استيعابها كل عام ويشتكي الاخرون من الكثافة الطلابية في الغرفة الواحدة... ما يعيق الدراسة ويخلق جواً غير ودي في اغلب الاحيان. ويبلغ عدد الوحدات السكنية التابعة للمدينة الجامعية في دمشق 17 تتسع لنحو 14 الف طالب وطالبة خصصت منها ثماني وحدات للطالبات، وخصص 17 في المئة من مجموع الغرف المعدة للسكن للطلبة العرب والأجانب الدارسين في جامعة دمشق . علماً ان مجموع عدد الطلاب والطالبات في هذه الجامعة يبلغ 74886. امام هذا الواقع اضطرت إدارة المدينة الجامعية في دمشق لوضع ثمانية طلاب في الغرفة الواحدة مع مراعاة لطلبة كليات الطب البشري والأسنان حيث يسكن ثلاثة في الغرفة الواحدة. وبلغ عدد الوحدات السكنية في جامعة حلب 15 وحدة مقابل 11 في "جامعة تشرين" في اللاذقية وثلاث وحدات في "جامعة البعث" في حمص. واوضح مدير المدينة الجامعية في دمشق السيد عدنان شداوي ل"الحياة"ان الادارة تعمل ما في وسعها لاسكان الطلاب الراغبين "وستضاف في القريب العاجل وحدتان جديدتان للمدينة وهما حالياً قيد البناء وذلك للتخفيف ما أمكن من الازدحام ولاستيعاب أية زيادة في عدد الطلبة". وعزا الاقبال الكبير على السكن الجامعي "الى اسعارنا الرمزية جدا ولقرب السكن من الجامعة، وبالتالي يوفر الطالب اجرة المواصلات"، مؤكدا "أنه يتوفر في المدينة الجامعية كل ما يحتاجه الطالب من ملاعب رياضية ومطاعم ومكتبات للدراسة وورشات خياطة رجالية ونسائية كذلك صالونا حلاقة ومراكز بيع ضمن المدينة الجامعية تؤمن للطلبة كل احتياجاتهم بأرخص الأسعارمراعاة لاوضاعهم المادية". في المقابل شكا عدد من الطلاب من الازدحام في الغرف. وقال احدهم "ان وجود ثمانية طلاب في الغرفة الواحدة يوثر سلباً على تحصيلنا الدراسي وعلى علاقات الود والتفاهم مع بعض الزملاء ما يخلق نوع من عدم الالفة". وتمنى اخر أن تكون هناك وحدات إضافية تتسع لكل الراغبين في السكن الجامعي "لتتوقف معاناتهم كل عام في الحصول على سرير في الغرفة وان تحل مسألة المحسوبيات لبعض الطلاب. - مجموع المسجلين في الجامعات والمعاهد يبلغ 352،149 طالباً وطالبة -جامعة حلب : 787،37 طالباً وطالبة. - جامعة تشرين اللاذقية 932،22 طالباً وطالبة . - جامعة البعث حمص 747،13 طالباً وطالبة. ويتبع لجامعة دمشق /14/ كلية ومعهد تنمية إدارية وثمانية معاهد تتبع لوزارة التعليم العالي.ويتبع لجامعة حلب 14 كلية وسبعة معاهد متوسطة، ويبلغ مجموع الكليات في جامعة تشرين 13 كلية إضافة لمعهد البحوث البحرية ومعهد تعليم اللغات وخمسة معاهد متوسطة.