في 1960 اخرج ألفرد هتشكوك رائعته "بسايكو" - الفيلم الذي احتل مكانته في الثقافة السينمائية، كما في ثقافة البوب، لاسباب عدة. وكائنة ما كانت التحليلات، بقي المركزي في نجاح الفيلم قيام انتوني بيركنز بتمثيل دور الاوديبي المهووس الذي لا يكتفي بمخاطبة امه الراحلة، بل يتقمص شخصها وصوتها ويجعلها تتحدث من خلاله هو… اليه. المخرج غوس فان سَنت اعاد اخراج الفيلم في نسخة جديدة يقول انها تحافظ على 95 في المئة مما في نسخة هيتشكوك. لكن السؤال هو، بالضبط، عن الپ5 في المئة الخلافية؟ التغيرات المعروفة حتى الآن هي ان فنس فوغن حلّ محل انتوني بيركنز، وآن هيش حلّت محل جانيت لي، والالوان المتعددة حلت محل الاسود والابيض، وخضع مشهد الحمّام الشهير لبعض التغييرات وكذلك المواد التي ركّب منها دم السارقة القتيلة، كما اضيفت مشاهد عري وتفلّت كلامي كانت الرقابة الستينية تحول دونها. اما الموازنة المرصودة فارتفعت من 800 الف دولار الى 25 مليوناً! ابعد من هذا بقي السؤال: هل يستطيع بسايكو 1998 ان يقدم علم النفس في صورة اعقد مما قدّمه بسايكو 1960 ومما درج عليه هتشكوك عموماً: تطبيق شعبي لبعض المبادئ؟ النجاح هنا يعني، بالضرورة، ان نسبة ال95 الى ال5 ليست دقيقة.