قال ناشطون وشهود إن قوات الامن السورية قامت بإغلاق مداخل في مدينة حمص ومنطقة الكسوة في ريف دمشق وذلك في اطار محاولات إنهاء الاحتجاجات هناك، موضحين ان شخصين قتلا امس في حمص ليضافا إلى ثمانية قتلوا اول من امس. في موازة ذلك أنهى الوفد البرلماني الروسي زيارته الى سورية امس بلقاء عدد من قادة المعارضة السورية، وزيارة درعا وحماة وحمص، مؤكداً على ان الازمة في سورية حلها داخلي. ميدانياً، قتل شخصان امس في حمص، وسط سورية، برصاص قوات الامن التي انتشرت بكثافة في هذه المدينة، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح المرصد «استشهد مواطنان اثنان في حي بابا عمرو وهناك معلومات عن وجود جرحى مصابين بجروح حرجة، وذلك في ظل استمرار اطلاق الرصاص منذ مساء الاثنين في حيي بابا عمرو والانشاءات». وقال ناشطون إن السلطات اغلقت بعض مداخل هذه المدينة التي نظمت فيها تظاهرات احتجاج كبيرة ضد النظام خلال اليومين الماضيين. وأهدى المتظاهرون تلك التظاهرات إلى زينب حمصي التي سلمت جثتها المشوهة الى عائلتها قبل يومين. وكان نشطاء قالوا ان قوات الامن اطلقت الذخيرة الحية ليلة اول من امس لتفريق محتجين في انحاء المدينة تظاهروا تكريماً لزينب حمصي التي اعتقلت في تموز (يوليو) للضغط على شقيقها الناشط. وأعيدت جثتها التي تم التمثيل بها الى أسرتها. وكان نحو 8 اشخاص قتلوا اول من امس في هجمات على منطقة الحولة في حمص. وجاء الهجوم على منطقة الحولة التي تضم عدة قرى الى الشمال مباشرة من حمص على بعد 165 كيلومتراً الى الشمال من دمشق بعد احتجاج ضخم قبل يومين طالب بتنحي الرئيس السوري. وقال النشطاء إن نحو 12 جنديا حكوميا يحرسون نقاط تفتيش ريفية انشقوا. وقال ساكن اكتفى بتعريف نفسه باسم أبو يزن: «عدة منشقين خاضوا معركة لكن جرى التغلب عليهم. البقية كانوا مدنيين قتلوا في اطلاق نار عشوائي من الدبابات خلال مرورهم في الحولة». واضاف ان 14 شخصا بينهم تلاميذ اعتقلوا في قرى تلدو وتلذهب والطيبة وعقرب. وقال ناشطون في المكان: «ان صوت اطلاق النار خصوصا من الرشاشات الثقيلة يدوي في هذه المنطقة حيث قطعت الطرقات بين القرى بالدبابات والحواجز». من ناحيته، قال ناشط في دمشق التي تشدد اجراءات امنية مشددة في احيائها الوسطى: «النظام يحاول منع الاحتجاجات في كل مكان يستطيع فيه ذلك كما لو كان يسد انبوباً يحدث تسرباً. وحالما يغلق فتحة تتسرب المياه من عشر فتحات اخرى». واغلقت قوات الامن مداخل الكسوة قرب دمشق، كما ذكر مواطنون. ودخلت حوالى 40 حافلة تنقل عناصر امنية الى هذه المنطقة التي تبعد 20 كلم جنوب العاصمة اول من امس وذلك على ما يبدو تحضيراً لعملية عسكرية ضد المحتجين فيها. وقال ناشط في مدينة الضمير في ريف دمشق للمرصد السوري لحقوق الانسان ان «قوات الامن اطلقت النار على ثمانية جنود منشقين مما ادى الى مقتل اثنين منهم، واعتقل اربعة وفر اثنان». واضاف المرصد ان مدينة الضمير «شهدت الاثنين حملة اعتقالات واسعة إثر التظاهرة الحاشدة التي خرجت مساء الاحد تطالب باسقاط النظام اسفرت عن اعتقال نحو 45 شخصا». من جهة اخرى، قتل شرطي برصاص مجهولين في قرية كفر عويد بجبل الزاوية (شمال غرب). وتشهد هذه المنطقة منذ ايام عمليات عسكرية وامنية. وقال المصدر إن الرشاشات الثقيلة استهدفت الجزء الغربي من جبل الزاوية. وقال ناشطون محليون ان القوات شنت عملية مماثل في منطقة جبل شهشابو قرب تركيا وقامت بمداهمات من منزل لمنزل في بلدة الضمير الى الشمال من العاصمة السورية. إلى ذلك، أنهى وفد من البرلمانيين الروس أمس زيارة الى سورية التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد واعضاء من المعارضة السورية كما افاد مصدر قريب من الوفد. وجاء البرلمانيون الروس إلى سورية في محاولة لإيجاد قاسم مشترك بين السلطة والمعارضة بهدف حل الازمة التي تشهدها سورية منذ 15 اذار (مارس). وقاموا بزيارة مدينة درعا في جنوب سورية التي انطلقت منها حركة الاحتجاج الشعبية ضد النظام، وكذلك مدينتي حمص وحماة. وقال المصدر: «لقد كوّنوا رأياً حول الاحداث» الميدانية. واضاف ان لقاءات اعضاء الوفد مع مسؤولي المحافظات التي زاروها ومع السكان ومع حوالى عشرة معارضين بينهم الخبير الاقتصادي المعروف عارف دليلة «جرت بشكل جيد». من ناحيته، قال ميخائيل كابورة نائب رئيس اللجنة القضائية والقانونية في مجلس الشيوخ الروسي إن المعارضة السورية تنتمي إلى مجموعات كثيرة، وذلك عقب لقائه وفداً من المعارضة السورية ضم قدري جميل من الحزب الشيوعي السوري، والدكتورة مي الرحبي، والاقتصادي عارف دليلة، والأب أنطون دورا. وأوضح كابورة خلال مؤتمر صحافي أن هدف الوفد هو الاطلاع على أكبر قدر ممكن من المعلومات والحقائق حول الأوضاع ليتم تقديمها إلى القيادة الروسية، وبناء على ذلك سيُحدَّد الموقف الروسي في المرحلة المقبلة. وشدد المسؤول الروسي على أن حل القضية السورية بأيدي السوريين، لأن الحل الخارجي سيكون بأسلوب مختلف. وفي المقابل، قال عارف دليلة إن اللقاء مع الوفد الروسي كان للبحث عن مخرج من الأزمة يلبي المطالب الشعبية، والانتقال بالبلاد من نظام الحزب الواحد إلى نظام ديمقراطي يخرج المواطن من حالة التهميش الطويلة التي عانى منها وأدت إلى التخلّف وسيطرة أصحاب المصالح الخاصة الفاسدة على مقدرات البلد. وروسيا حليفة سورية منذ فترة طويلة تعارض رحيل الرئيس السوري. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية اول من امس في موسكو انه على المعارضة السورية «بدء حوار مع السلطات وان تنأى بنفسها عن المتطرفين».