لكل مشارك في كأس العرب السابعة لكرة القدم في الدوحة تطلعاته، والكرة ستكون في ملعب منتخبي الإماراتولبنان عندما يواجهان نظيريهما المغربي والجزائري على التوالي اليوم على استاد نادي السد في المجموعتين الثالثة والرابعة اللتين تضمان السودان والسعودية أيضاً. منتخب المغرب يشارك في البطولة بمنتخب من الشباب لأن المنتخب الأول مرتبط بتصفيات كأس الأمم الإفريقية، لكن هذا لا يعني أن التشكيلة الموجودة في الدوحة من طراز "أي حاجة" بل تعد نواة لمنتخب المستقبل خصوصاً أنها توجت بطلة لافريقيا وأنها بلغت الدور الثاني لبطولة العالم التي اقيمت في ماليزيا. ويوضح المهاجم مصطفى الإدريسي 20 عاماً ل "الحياة": "ولدت في ليل الفرنسية ولعبت مع ناديها المعروف منذ سن العاشرة الى أن عرض عليّ الانتقال الى موسكرون البلجيكي على بعد 20 كلم فصرت مهاجماً أساسياً... لم أتدرب مع المنتخب لأنني وصلت لتوي عن طريق دبي، ووصل معي زميلي المحترف في صفوف أوكسير الفرنسي طارق سكتيوي، ونحن بانتظار خالد خامة وسعيد عبدالفتاح وحميد تزمينا الذين لعبوا في موبوتو ضد دل سول الموزامبيقي في كأس الكؤوس الافريقية، وستكون رحلتهم طويلة من موبوتو الى جوهانسبورغ وبروكسيل والدار البيضاء وأبو ظبي وأخيراً الدوحة وسيصل حمودة خربوش من الدار البيضاء أيضاً، سيصلون متعبين وباقي اللاعبين يواجهون صعوبة في التأقلم السريع مع الطقس الحار جداً والرطوبة العالية. الى ذلك فان عادل رمزي لاعب فيللم تيلبورغ الهولندي لم يحصل بعد على اذن لخوض الكأس العربية... ليست لدينا مشكلة فنياً وخططياً ومشكلتنا تنحصر في كيفية التكيف مع هذا الجو الذي لم نعرف له مثيلا من قبل... اتمنى الإحتراف في اسبانيا بالذات ومصطفى حجي مثلي الأعلى كما أن مرسيليا الفرنسي هو أحب الاندية عندي". وبالتالي، يصبح اشتراك منتخب المغرب في الكأس العربية نوعاً من الواجب لا أكثر ولا أقل، وكل شيء جائز من قبله من دون ضغوطات أو حسابات معقدة وتفاعلات. والوضع يختلف من هذه الزاوية تحديداً بالنسبة الى منتخب يبحث منذ زمن طويل عن نفسه... ومنعاً لاي انعكاسات محلية، حضر المنتخب الاماراتي من دون طبل أو زمر بتشكيلة جديدة يقودها مدرب برتغالي جديد هو مانويل كويروش... ولا يجرؤ أحد من البعثة على القول ان المنتخب قادم على المنافسة على اللقب حتى إذا حصل العكس كان وقع خيبة الأمل أخف بكثير. وتسأل صحافياً عن توقعاته فيجيب "الله يستر"! وعسكر المنتخب، الذي سيخوض اختباره الأول في مرحلة ما بعد عدنان الطلياني وزهير بخيت، في ايطاليا مع 4 مباريات ودية خسر إحداها أمام بارما بثلاثة أهداف قبل أن يفوز على ليبيا 5-1 في ابو ظبي. أوجاع لبنانية وليس لدى منتخب الجزائر ما يخسره فعلاً، وتصريحات مدربه شارف بو علام توحي بأن الاشتراك في المسابقة هو من قبيل المجاملة لا أكثر: "نعترف كما يعترف مدربون آخرون بأن اشتراكنا هو من قبيل المجاملة. والمسابقة لا تمثل أولوية لدينا، ومشكلة البطولات العربية هي أنها لا تؤهل لشيء... على كل حال، فان منتخبنا هو أولمبي وجميع لاعبيه باستثناء اثنين فقط هم من مواليد 1978 و1977 وستكون المسابقة خبرة جديدة لهم لانهم سيخوضون التصفيات الاولمبية... أجرينا معسكرين في الجزائر وواحد في مسقط حيث تعادلنا ومنتخب عمان من دون أهداف ثم خسرنا بهدفين... لاعبونا يلعبون لاول مرة في هذه الظروف المناخية الصعبة وسنركز على تنبيه اللاعبين على تقنين الجهد لان الرطوبة عالية وكمية الأوكسجين قليلة والعودة الى الحالة الطبيعية أمر غير يسير على الإطلاق... وأصعب من كل ذلك أننا سنخوض كما باقي المنتخبات مباراتين في مدى 3 أيام". والمنتخبات في وادٍ، والمنتخب اللبناني في وادٍ آخر... وما يحصل، في الداخل خصوصاً بعد مشكلة نادي النجمة في كأس الكؤوس الآسيوية وانسحابه من مباراته أمام العربي القطري لنقل مباراته الى ملعب برج حمود وما تبع ذلك من تصريحات نارية على مختلف المستويات الشعبية والرسمية، كان له وقع ثقيل على معنويات واعصاب مسؤولي المنتخب واللاعبين في الدوحة. واعترف أحد المسوولين ل "الحياة" بأن المباراة امام الجزائر "مصيرية... الفوز سيكون له وقع ايجابي شديد هنا وفي لبنان، وأي نتيجة لا تصب في مصلحتنا ستضعنا في موقف حرج جداً، والذين يشمتون بنا سيجدون فرصة ذهبية للقال والقيل". عموماً، يسود التفاؤل المعسكر اللبناني، وفترة الإستعداد الطويلة كانت أهم فقراتها التعادل سلباً مع منتخب الكويت في الكويت... بمعنى أن اللبنانيين نجحوا الى حد كبير في التأقلم مع الطقس... ولن يكون في لبنان مهاجم كالمهاجم الفذ السابق جمال الخطيب عضو البعثة الحالية "لعبت في قطر موسماً ونصف موسم في أواسط السبعينات... وما كنت أفعله هو اللعب بكامل طاقتي لعشرين دقيقة في محاولة لتسجيل هدف أو هدفين قبل أن أمضي باقي الوقت كمتفرج". من ناحية اخرى، أكد رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز لدى وصوله أمس الى الدوحة، أن مسابقة كأس العرب هي من النشاطات الأساسية في الاتحاد وأنها جاءت في الوقت المناسب "وقد نجحت قبل أن تبدأ بمجهودات الاخوة في قطر". وانحى باللائمة على رؤساء بعض الاتحادات التي اعتذرت عن عدم المشاركة وقال: "على رؤساء الاتحادات وهم أعضاء في الاتحاد العربي المشاركة وتذليل كافة الصعوبات لانجاح التجمع العربي". وأبدى دهشته لحرص المنتخبات العربية على المشاركة في البطولات القارية واعتذارها عن البطولات العربية مشيراً الى أنه سيعاد النظر في لوائح الاتحاد مستقبلاً.