دعا رئيس الجمهورية الايرانية الاسلامية، سيد محمد خاتمي، من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، دول منطقة الخليج الى "تأسيس نظام أمن وتعاون في المنطقة"، مشدداً على ضرورة تعزيز "الثقة" و"ازالة التوتر". وطرح في خطابه أول من أمس، كخطوة أولى، نحو علاقة دولية جديدة "ان تعلن الأممالمتحدة سنة 2001 سنة حوار الحضارات" لتعزيز الحوار بينها بدلاً من "الصراع بين الحضارات والثقافات". وقال خاتمي ان "بيت المقدس، بيت التفاهم والحوار، ومن هنا فإن صوت بيت المقدس المنبعث من أعماق التاريخ هو بطبيعته صوت معارض للعنصرية والصهونية". وتابع: "في بيت المقدس تستطيع الأديان الكبرى ان تتعايش مع بعضها، وان سلطة الحكومة الاسرائيلية هناك تتعارض مع التعايش والتآلف". وزاد ان "فلسطين بيت الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين ويهود، وليست مختبراً لمغامرات الصهاينة". وأضاف ان "استتباب الأمن والسلام في الشرق الأوسط، كضرورة لا بد منها، يتحقق بالاعتراف بحق الفلسطينيين في السيادة على أرض آبائهم وأجدادهم". ودعا الى "ارغام الحكومة اليوغوسلافية على احترام حق" الشعب "المضطهد" في كوسوفو. وأكد خاتمي في ما يتصل بافغانستان انه "لا يمكن حل المشكلة عسكرياً"، ودعا الى "اتخاذ الاجراءات العاجلة من أجل محاكمة وادانة" الذين يقترفون عمليات القتل الجماعي التي نفذتها حركة "طالبان". وقال ان من حق الشعب الأفغاني ان "يختار الحكومة الشاملة ذات القاعدة الاجتماعية العريضة التي تمثل كل القوميات والفئات والأذواق، وهذا هو السبيل الوحيد لإعادة الهدوء الى افغانستان". وتابع: "لكن التوصل الى هذا لا يأتي الا من خلال اتخاذ القرارات الجادة والتعاون الجماعي والشامل حتى يمكن قطع الطريق على تلك الفئات التي تقتات من انتاج المخدرات والمتاجرة بالسلاح ونشر الارهاب". ودعا الى جهد "يقلّم اظفار العصاة بدعم من الإرادة العالمية". وتحدث خاتمي عن شعب ايران قائلاً انه "تحمل في مسيرة تجربته الجديدة اعباء ثماني سنوات من الحرب المفروضة وألوان الضغوط من مقاطعة وافتراء وكان من أكبر ضحايا الارهاب... هذه الظاهرة الكريهة المشؤومة في القرن العشرين". وأعلن "اننا نعارض كل ألوان الارهاب منطلقين من معاييرنا الدينية والأخلاقية والثقافية وسوف نواجه الارهاب بصرامة". وأشار الى أن الارهاب "حصيلة اليأس والعدمية"، وقال ان "مكافحة الارهاب في عالم يقوم على القهر والغلبة سوف لا تتعدى حدود الكلام والشعارات". ودعا الى ان تقترن مكافحة الارهاب "بالكفاح من أجل تحقيق العدالة" من خلال "تعاون دولي جاد ومطبوع بطابع الشفافية". وفي ما يخص ترسانات أسلحة الدمار الشامل، دعا الرئيس الايراني الى اظهار إرادة عالمية من أجل القضاء على كل الترسانات "في اطار زمني محدد". وتعهد خاتمي بسياسة ايرانية خارجية تضع "مبدأ ازالة التوتر" على رأس أولوياتها. وقال ان ايران "ستستمر في انتهاج السياسة المتزنة المتمثلة في تطوير العلاقات مع الجيران وسائر البلدان على أساس الالتزام الفعلي باحترام الاستقلال والتساوي في الحقوق للدول". ولم يتطرق الرئيس الايراني الى موضوع العراق واكتفى بمعالجة مواضيع فلسطينوافغانستان وكوسوفو بين القضايا الاقليمية. كما تجنب الانتقاد المباشر لحكومة الولاياتالمتحدة على رغم تلميحات عديدة لها على نسق قوله "ان الوهم عن وجود عالم ذي قطب واحد يرزح تحت وصاية قوة واحدة، هو وهم باطل ولا يدل إلا على تخلف أصحابه عن متابعة حركة التاريخ. وأنني لواثق من أن حتى بعض الشعوب المقتدرة - كالشعب الأميركي مثلاً - التي يحلم ساستها بوجود عالم احادى القطبية ويسعون الى استغلال اسمها اللامع... سوف ترفض هذا الوضع". وتطرق الرئيس الايراني في خطابه الى فكرة "الانسجام" بين الانسان والطبيعة، ودور الأسرة والشباب في بناء غد أفضل وتعزيز أركان المجتمع المدني العالمي، ووضع المرأة. ودعا الى مراجعة الرؤى التقليدية المبنية على "تصور خاطئ" يفترض "أفضلية الرجل على المرأة" أو تلك التي "تتجاهل الفرق بين المرأة والرجل وبذلك تكون ظالمة هي الأخرى". وقال "ان التنمية الشاملة والمستديمة لا تتحقق الا بحضورهما ومشاركتهما كليهما الرجل والمرأة بفاعلية".