أنهى وزير الداخلية المغربي ادريس البصري اعتصاماً دام ما يزيد على خمسين يوماً أمام مقر البرلمان خاضه عدد من حملة الشهادات الجامعية العليا العاطلين عن العمل. وتعتبر هذه الخطوة الثانية من نوعها في ظرف اسبوع بعد تدخله لفض النزاع الذي واجهته لما يزيد على سنتين، إدارة الخطوط الجوية وعشرات التقنيين المضربين. وقالت مصادر مغربية ان الطلاب المعتصمين قرروا وقف حركتهم الاحتجاجية في أعقاب اجتماعهم بالبصري أول من أمس في البرلمان على هامش عرض مشروع الموازنة العامة للمناقشة أمام مجلس المستشارين. وزادت المصادر ان لقاء ممثلي الدكاترة والمهندسين العاطلين والوزير البصري عرض "لمختلف جوانب الأوضاع التي يمرون بها"، في اشارة الى طول فترة الاعتصام التي وصلت الى 56 يوماً، وفشل المحادثات التي كانوا أجروها في السابق مع وزير العمل خالد عليوة لايجاد مناصب عمل لهم في الادارة العامة. وأشارت مصادر طالبية الى ان "تدخل وزير الداخلية المغربي الذي جاء بطلب منا، سيخرجنا من دوامة جلسات العمل والمناقشات غير المجدية". ويعتقد ان البصري ربما أعطى وعوداً للطلاب المعتصمين بايجاد مناصب عمل لهم في القطاع العام. وقالت المصادر ان ممثلي حملة الشهادات الجامعية العليا العاطلين عن العمل طلبوا من البصري "نقل مطالبهم" الى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، الذي سبق له أن تدخل مرات عدة للحسم في اعتصامات حملة الشهادات الجامعية العليا، بضمان مناصب عمل لمئات منهم. وأعطى الملك الحسن الثاني في خطاب عيد الجلوس دفعة قوية للحكومة برئاسة عبدالرحمن اليوسفي في شأن الاسهام في حل معضلة البطالة، وتعهد بايجاد فرص عمل لحوالى 25 ألف شاب في العام ضمن خطة ترمي الى توظيف مئة ألف خلال السنوات الأربع المقبلة. ويعتبر البصري من مهندسي الحوار الاجتماعي بين الحكومة والنقابات، وأسفر هذا الحوار عن ابرام ميثاق بين الحكومة والنقابات عام 1996 يقضي بتنفيذ مطالب النقابات من مجال العمل والترقية الداخلية للتعليم والرعاية الصحية.