بدأت شركة "ارامكو - السعودية" استخدام نظام جديد لمشتريات الشركات في السعودية يطرح للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط ويعتمد على تقنية البطاقات البلاستيكية، وذلك بالاتفاق مع شركة "فيزا" العالمية و"بنك الرياض" وبمباركة مؤسسة النقد العربي السعودي. وأصدر "بنك الرياض" بموجب الاتفاق بطاقات ائتمانية خاصة من نوع "فيزا" يستخدمها مسؤولو شركة "ارامكو" لدفع فواتير مشتريات الشركة على المستوى العالمي. وسيحصل عملاء "ارامكو" على مستحقاتهم من المصرف الذي يتخذ من الرياض مقرا له خلال أيام عدة، ثم تسدد "ارامكو" المستحقات ل "بنك الرياض" وفق انظمة البطاقات الائتمانية التي تتيح مرونة اكثر في التسديد من حيث المدة والدفعات. وقال ألن جوسلر نائب الرئيس التنفيذي في شركة "فيزا" العالمية لمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا في مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض، ان بطاقة "فيزا" لمشتريات الشركات تستهدف بصورة خاصة عمليات شراء السلع الصغيرة من قبل الشركات، مثل مستلزمات المكاتب والصيانة، من دون معاملات ورقية ونماذج وطلبات واوامر الشراء والدفعات المتعددة، مشيراً إلى ان البحوث اظهرت ان كلفة المعاملات الورقية لمعالجة طلب شراء واحد وفاتورة واحدة تعادل 100 دولار بخلاف خسائر الوقت والجهد. واضاف ان الشركات المشتركة في هذه الخدمة ستتلقى تقارير مفصلة عن العمليات بين الموظفين والموردين وعن اصناف الشراء. وذكر ان حجم مشتريات الشركات والمؤسسات الكبرى حول العالم يقدر بنحو 650 بليون دولار، وان "ارامكو" السعودية هي احدى اكثر الشركات انفاقا في العالم، لافتا الى ان تجارب الشركات اثبتت ان هناك خفضا بنسبة تراوح بين 50 و60 في المئة في كلفة معالجة عمليات الشراء باستخدام بطاقات "فيزا" الخاصة بالشركات. من جهته، قال سليمان القويز مساعد المدير العام للخدمات المصرفية المحلية في "بنك الرياض" ان هذه البطاقة تعتبر ثاني نظام الكتروني يقدمه المصرف بالتعاون مع "ارامكو" بعد ان أسس "بنك الرياض" العام الماضي برنامج بطاقة تجارية بالتعاون مع الشركة لتأمين اسلوب دفع سريع وملائم لكبار عملاء "ارامكو" الذين يشترون مخزوناً من الوقود لشاحناتهم. السوق السعودية إلى ذلك، يعقد مسؤولو "فيزا" العالمية خلال تواجدهم في السعودية اجتماعاً مع المسؤولين في مؤسسة النقد العربي السعودي التي تشرف على انظمة المدفوعات في المصارف السعودية، اضافة الى اجتماعات ولقاءات مع المصارف التي تقدم بطاقة الشركة في السوق السعودية. وكشف نائب الرئيس التنفيذي في الشركة ان المحادثات ستركز على التحديات المتمثلة في بناء الثقة في البيع عن طريق نقاط البيع، وبناء الوعي لدى المستهلكين والتجار. واوضح ان حجم سوق البطاقات الائتمانية في السعودية صغير جداً، اذ يراوح بين سبعة وثمانية بلايين دولار سنويا وتسيطر "فيزا" على نحو 60 الى 70 في المئة منها، بسبب ان ثلاثة في المئة فقط من السكان يستخدمون الدفع بالبطاقات. ولفت الى ان شركته لا تواجه منافسة من الشركات الاخرى بقدر ما تواجه منافسة من الدفع بالنقد المسيطر على البلاد. وقدر حجم الديون المتعثرة للمصارف من مستخدمي البطاقات في السعودية بنحو خمسة في المئه من اجمالي الديون تقدرها المصادر السعودية بنحو 15 في المئة. ومعلوم ان المصارف السعودية ركزت خلال السنوات الخمس الماضية على رفع عدد البطاقات الائتمانية في السوق واستطاعت تحقيق معدلات نمو بلغت ما يقارب 20 في المئة سنويا، الا ان العدد لا يزال ضعيفا بسبب احجام المصارف عن منح الامتيازات التي تمنحها عادة المصارف الاجنبية لحاملي البطاقات.