بعد ادائه المتواضع في تصفيات كأس العرب التي شارك فيها نهاية تموز يوليو الماضي في بيروت وحملة الانتقادات اللاذعة من الصحافة المحلية، يسعى المنتخب السوري الى نيل رضا مشجعيه في نهائيات كأس العرب التي ستقام في الدوحة في 22 الشهر الجاري. ولا يخفي القائمون على المنتخب تخوفهم من النتائج التي يمكن ان يحققوها والآثار التي ستتركها على مستقبل الكرة بعد العقم في السنوات الاخيرة، بسبب تراجع المستوى والمشاكل التي تكررت في ادارة اتحاد الكرة واللاعبين. وبعد اجراء تقويم شامل لوضع المنتخب، قرر رئيس اتحاد كرة القدم عبدالفتاح الأمير تعزيز الفريق باللاعبين المخضرمين فواز مندو وفادي عفش وجمال كاظم وخالد عرياني، بعدما كان التوجه السابق يقوم على الاعتماد على لاعبين شباب متوسط اعمارهم 23 سنة. وقال الامير لپ"الحياة" ان المستوى "تطور بعد معسكر اقامه في سلوفاكيا في نهاية آب اغسطس الماضي ولمدة تسعة ايام". وزاد: "عملنا خلال المعسكر على رفع مستوى اللياقة البدنية والاداء التكتيكي ونجحنا الى حد ما في ذلك. وبعد عودتنا الى دمشق انضم الى المنتخب خمسة لاعبين من نادي الجيش الذي كان يشارك في تصفيات كأس الكؤوس العربية. ثم دخل الجميع في معسكر استمر لبضعة اسابيع لعبوا خلاله مع المنتخب العماني وفازوا عليه 3-صفر ثم تعادلوا معه سلباً في دمشق". المحسوبيات غير موجودة في ضوء ذلك، يعتقد المسؤولون ان المنتخب صار جاهزاً لخوض نهائيات كأس العرب وهم على وشك وضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة المثالية وفق قناعاتهم. وحول ما يشاع عن دور "المحسوبيات" في اختيار لاعبي المنتخب، اكد الامير "عدم صحة هذه الاتهامات"، مشيراً الى "عدم وجود لاعبين افضل من الذين تمت دعوتهم الى تشكيلة المنتخب الحالي". واتفق مدرب المنتخب الروماني ميرتشا رادوليسكو مع رئيس اتحاد الكرة. وقال لپ"الحياة" ان اتحاد الكرة او اي طرف غيره "لم يحاول فرض اسماء عليّ، بل قمت بالتعاون مع مساعدي تانه سيسكو وادارة الاتحاد باختيار اللاعبين". وحاول رادوليسكو بعد تصفيات بيروت "ازالة الخلل" داخل المنتخب حيث استبعد ثلث اللاعبين مثل حسان المصري وانس مخلوف وحسام موصلي وضم عمر عكيل وعبدالقادر الرفاعي ومحمود محملجي، اضافة الى المخضرمين الذين ذكرهم الامير. واوضح رادوليسكو: "حلّلت أداء المنتخب في مبارياته السابقة، وفي جلسة مكاشفة مع اللاعبين وضعنا اليد على الجرح من دون مواربة ووجدت تجاوباً جيداً منهم، ما دفعني الى الاحساس بأنهم مستعدون لتجاوز أخطائهم في نهائيات الدوحة". وكان المدرب الروماني حاول في معسكر سلوفاكيا تجربة بعض الخطط الكروية الحديثة لكن لم يجد استجابة مرضية من اللاعبين "لأنهم اعتادوا اللعب في أندية محلية لا تطبق أي خطط واضحة". وعن حظوظ منتخبه في الدوحة قال رادوليسكو: "لا شك في ان الفرق المشاركة صعبة وقوية وتجاوزها ليس سهلاً. ووضعنا في المجموعة إلى جانب مصر والكويت جعل مهمتنا أصعب نظراً لتطور هذين الفريقين"، لكنه لم ينس القول بپ"اننا سنكون مفاجأة البطولة". ونفى ما أشيع عن لسانه أنه وعد الجمهور السوري بالعودة الى دمشق حاملاً كأس العرب، وقال : "لم أعد، لكن سأقدم كل ما لدي على أمل أن يحقق الفريق نتائج مرضية تكون بحجم الآمال المعولة عليه ما يعيد ثقة الجمهور به". وفي حين أكد المدرب الروماني "الاستعداد لتحمل كل النتائج"، قال مسؤولون في اتحاد كرة القدم ل "الحياة" انهم سيحملون المدرب المسؤولية في حال تعثر حظ المنتخب في النهائيات وسيعملون على إنهاء عقده في سورية كمدير فني للمنتخبات الوطنية. ولم يفصح لاعبو المنتخب، الذين ظلوا متوجسين من خطر إبعادهم من التشكيلة النهائية، عما يجول في خاطرهم. واكتفوا بالإشارة إلى "انجازات" مدربهم واتحاد الكرة. وقال هداف الدوري عارف الآغا ان التشكيلة "متجانسة وجيدة، ولن نكون ضيوف شرف في قطر"، فيما عبر سيد بيا زيد الحائز جائزة أفضل لاعب في كأس الكؤوس العربية عن "الرضا لمستوى الاستعداد ودور المدرب الروماني في ذلك". وأكد أنه ورفاقه "لا نهاب المنتخبين المصري والكويتي وسنتأهل إلى الأدوار المتقدمة". التشكيلة حراسة المرمى: سالم بيطار، عبدالفتاح عبدالقادر، عمر عكيل. الدفاع: حسام السيد، طارق الجبان، جهاد قصاب، حسان عباس، فادي عفش، خالد عرياني. الوسط: نهاد البوشي، عمار ريحاوي، أحمد عزام، جمال كاظم، سليم جبلاوي، فواز مندو، عبدالقادر رفاعي، خالد الظاهر. الهجوم: سيد بيا زيد، عارف الآغا، محمود محملجي، نادر جوخدار، محمد عفش.