نقلت صحيفة "ميليت" التركية أمس عن مسؤول أميركي سابق قوله ان السببين الأهم لفشل العملية الكبيرة التي أدارتها الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. اي في شمال العراق كانا الصراع الدموي بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في هذه المنطقة وأخطاء كبيرة في السياسة الأميركية تجاه العراق. وقال وارن ماريك، الذي كان واحداً من المسؤولين الرئيسيين عن العملية ان القتال المستمر بين الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، دفع الأول الى التعاون مع بغداد كما أدى الى تدمير محاولة "سي. آي. اي" اسقاط حكم الرئيس صدام حسين. واعتبر ماريك ان الخطأ الأساسي في السياسة الأميركية كان السماح بتجارة وقود الديزل بين تركياوالعراق، والدخل المالي الكبير الذي أمّنه ذلك لحزب بارزاني نظراً الى مرور خطوط التجارة عبر الأراضي الواقعة تحت سيطرته. كما انتقد المسؤول السابق في ال "سي. آي. اي" عدم معالجة الولاياتالمتحدة التباين في الوضع الاقتصادي بين الطرفين الكرديين، لافتاً الى ان ذلك كان السبب في تفجير الصراع بينهما. وأوضح ماريك ل "ميليت" انه دخل شمال العراق عبر تركيا وبموافقة حكومتها، وعمل خلال 1994 و1995، مع "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض، الذي يضم غالبية الأطراف المعارضة لصدام، لتنظيم القوات الكردية وتدريبها، كما نظم عملية جوية لاسقاط منشورات معادية للحكم على بغداد. وكانت "سي. آي. اي" اضطرت الى إخراج مسؤوليها، اضافة الى الآلاف من الأكراد وغيرهم من العراقيين المعارضين، من الشمال، عندما تمكن بارزاني بمساعدة القوات العراقية من احتلال اربيل وبسط سيطرته موقتاً على غالبية اراضي كردستان العراق خريف 1995. وألقى ماريك جزءاً من المسؤولية على فشل القوة الجوية الغربية المتمركزة في تركيا في التدخل ضد القوات العراقية التي تدخلت لمصلحة بارزاني في الصراع الكردي. وقال ان أخطاء في السياسة التركية مكّنت حزب العمال الكردستاني من تقوية وجوده في الأراضي العراقية. ورأى ان عودة صدام الى السيطرة على كردستان العراق تحمل ثلاثة احتمالات: الأول، وهو بعيد الى حد ما، هو النجاح في طرد حزب العمال من المنطقة. الاحتمال الثاني الأقرب هو الفشل في هذه المهمة، لأن من الصعب على العراق ممارسة سيطرة فعلية على كل الأراضي في مناطقه الشمالية. والاحتمال الثالث، وهو ايضاً قريب، "ان يتخذ العراق سياسة سورية تجاه حزب العمال، أي دعمه ضد تركيا". وأشار ماريك الى تقارير عن إمكان سماح صدام للحزب بفتح مكاتب في بغداد وغيرها من مدن العراق.