الحربُ المرأةُ الوحيدةُ التي هزمَتْ الرجالَ على الجانبين. السماءُ تنشطرْ وتتشظّى عصافير صغيرةٌ جداً تخترقُ من اليمينِ خشبَ الخصرِ تخترقُ خشب الأضلاعْ تأكلُ خشبةَ العينينْ. وحدها خشبةُ القلبِ لا علاقةَ لها سوى بعرقِ النساءِ اللواتي كسرن العرشَ بعويلهنّ ودأبهن على الهبوبْ. لم أبحثْ عنكِ هنا ولكن وجدتكِ أكثرْ. الكلُّ أعدائي: الذين على جانبيّ وخلفي والذين أمامي طالما ردتني حياً!. * الحربُ طوال الحربِ تمشي على قدميها بينما نحنُ طوال الوقتِ نلمُّ أطرافَ الاصدقاءْ نرسلها للحبيبات كي يطعمنها لكلابِ الانتظار. أتذكّرُ نصفَ وجهكِ وصاياكِ الكثيرة تقلك في خفةِ الحربِ أحبكِ رغم وقاحةِ الجنودِ في الموتْ. دورانهم حولي وارتطامهم بعظام الأرضْ. لم أجدْ في دمائهم أسماءً أو معنى. وفي الليلِ لم تخرجْ أشباحُهم. لم أسمع عويلاً. لم أرَ مَنْ يعيدُ وحشَ الموتِ الى صوابه. لم يقدْهم أحدٌ الى الجنّة. بل تُركوا هكذا يندمونَ كالبهائم. * الحربُ طوالَ الحربِ مرفوعةُ الرأسْ بينما نحن مبطوحونَ. بينما حياتُنا مركونةٌ الى ظلّنا الريفيّ لذلكَ بَدَوْنا مثلَ سلالمَ مات مُعتلوه