أكد العالم العراقي الدكتور خضر عبد العباس حمزة، الذي يعتبر مهندس البرنامج السري العراقي لانتاج أسلحة نووية، أن العلماء في بلاده ما زالوا قادرين على انتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب باستخدام واحد من اسلوبين لتصنيع قنبلة نووية حالما يُرفع الحظر الدولي عن العراق. وكشف، في مقابلة طويلة معه نشرتها أمس صحيفة "نيويورك تايمز"، أن المسؤول السابق عن البرنامج النووي حسين كامل، صهر الرئيس صدام حسين، أمر العلماء العراقيين، بعد غزو الكويت وقبل اندلاع حرب الخليج، بوضع برنامج مكثف لانتاج قنبلة نووية بدائية باستخدام يورانيوم مخصص لبرنامج الطاقة السلمي. وأضاف انه نجح الى حد كبير. وتابع الدكتور حمزة ان حسين كامل، الذي كلفه صدام مسؤولية البرنامج النووي في عام 1987، عينه مديراً لبرنامج انتاج الأسلحة النووية. ووصف العالم العراقي صهر صدام بأنه كان مثابراً لا يعرف التعب من أجل تحقيق أي هدف يريده. وأضاف ان حسين كامل كان يحقق نتائج "تشبه المعجزة" خلال فترة قصيرة على رغم أساليبه العنيفة، وربما بفضلها و"كان رجلاً مجنوناً، لكنه كان قادراً على أن يحقق في شهر أشياء يتطلب تحقيقها سنة". وزاد أن النتيجة هي ان العلماء العراقيين "أتقنوا" أسلوبين لتخصيب اليورانيوم. وأوضح حمزة أن صدام، الذي كان نائباً للرئيس، رأس في 1974 اللجنة العراقية للطاقة الذرية، وكان حوّل عام 1972 البرنامج المحدود للطاقة الذرية للأغراض السلمية الذي بدأ في 1968 مشروعاً لانتاج أسلحة نووية على أساس "خطة" وضعها حمزة. ورفض صدام آنذاك اقتراح حمزة انشاء "مدينة نووية منفصلة" قائلاً إنها ستكون هدفاً سهلاً لأعداء العراق. وتابع العالم العراقي ان عدد العاملين في البرنامج النووي ارتفع بسرعة من 400 الى 7 آلاف شخص، وقال ان صدام كان يتحكم عملياً حتى بالحياة الخاصة للعلماء العراقيين، وأجبر كثيرين منهم على طلاق زوجاتهم الأجنبيات "ولم يكن يتردد في استخدام أساليب التعذيب والترهيب والقتل اذا تمردوا عليه، وهذا ما حدث لأكبر العلماء الدكتور جعفر ضياء جعفر الذي سُجن وعُذب في 1980 حتى رضخ للأمر الواقع ووافق على القيام بتخصيب اليورانيوم". يذكر ان الدكتور حمزة فر إلى شمال العراق عام 1994، ومن هناك الى تركيا فليبيا فهنغاريا، وأخيراً الى واشنطن حيث يعمل الآن في معهد للبحوث العلمية. وما زال ينتظر منحه "البطاقة الخضراء" بسبب عراقيل وضعتها أمامه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بحسب "نيويورك تايمز".