سويو، بروكسيل، كينشاسا - أ ف ب - اعلنت السلطات المحلية في ولاية زائير في شمال انغولا امس ان المعارك بين القوات المتمردة والقوات الحكومية في الكونغو الديموقراطية "احتدمت كثيرا" منذ يومين في ماتادي التي تبعد 350 كيلومترا الى جنوب غربي كينشاسا. واوضح المصدر ان هذه المعارك كانت قوية جدا على بعد كيلومترات من ماتادي عند جسر ماريشال فوق نهر الكونغو. وهي تتواصل منذ ستة ايام. وأكد قادة التمرد من جهتهم انهم يسيطرون على المدينة منذ يومين ولكن حكومة كينشاسا تنفي ذلك. وكان ميناء بوما 400 كلم جنوب غربي كينشاسا وقع تحت سيطرة المتمردين منذ السابع من الشهر الجاري. ويشير الخبراء الى ان سقوط ماتادي بيد المتمردين سيجعلهم يسيطرون على كامل الجزء الصالح للملاحة من نهر الكونغو. إلى ذلك اعلن وزير الاعلام ديدييه مومنجي ان الجيش الكونغولي قصف اول من امس قاعدة كيتونا العسكرية على بعد نحو 500 كلم جنوب غربي كينشاسا وكان المتمردون استولوا عليها منذ اكثر من اسبوع. وقال مومنجي في تصريح نقلته شبكة راغا" التلفزيونية الخاصة: "قصفنا كيتونا التي تعتبر قاعدة للمعتدين". ولم يوضح تاريخ حصول القصف وقال: "لا استطيع ان اعطيكم تاريخ القصف او ما اذا كانت المواقع المستهدفة قد اصيبت لان العمليات لا تزال تتواصل. لا اريد عرقلة عمل العسكريين وسنقدم حصيلة في الوقت المناسب". وكانت قاعدة كيتونا سقطت في ايدي المتمردين بعد يومين على بدء حركة التمرد في الثاني من الشهر الجاري ضد نظام الرئيس لوران ديزيريه كابيلا. ويقود حركة التمرد البانيامولينغي وهم من التوتسي الكونغوليين من اصل رواندي. وترفض حكومة كينشاسا الحديث عن تمرد وتتهم رواندا واوغندا بالاعتداء على اراضيها والمشاركة في القتال الأمر الذي نفاه البلدان بشدة. وفي بروكسيل اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية ان طائرة خاصة من نوع "ايرباص اي 310" وصلت امس الى ليبرفيل الغابون من اجل اجلاء رعايا بلجيكا من جمهورية الكونغو الديموقراطية "عندما يسمح الوضع بذلك". وأوضح ان الطائرة ستبقى في انتظار ذلك على "اهبة الاستعداد" في ليبرفيل. يشار الى ان هناك نحو ألفي بلجيكي فى جمهورية الكونغو بينهم 1500 فى العاصمة كينشاسا. وأبدى 200 منهم حتى الآن رغبتهم فى مغادرة البلاد. كذلك ارسلت فرنسا ثلاث طائرات نقل عسكرية من نوع "ترانسال" تنقل جنودا الى برازافيل الكونغو لكي تكون مستعدة فى اى عملية اجلاء للرعايا الفرنسيين والاجانب. وهناك سفينتان اميركيتان تنقلان 1200 من مشاة البحرية تتوجهان حاليا الى الشواطئ الافريقية لتكونا على استعداد لاجلاء الاميركيين عندما تقرر واشنطن ذلك. كما توجه 190 عنصراً من الوحدات الخاصة فى البحرية البريطانية الى جزيرة اسانسيون البريطانية استعدادا لأي عملية اجلاء محتملة لحوالى 400 بريطاني يقيمون في الكونغو.