لندن - "الحياة"، رويترز - تدهورت اسعار النفط الى اقل من 12 دولاراً للبرميل ما اصبح يهدد الاستقرار الاقتصادي في الدول المنتجة التي تعتمد عائدات الخام مصدراً اساسياً لعملية التنمية والسلام الاجتماعي. وكان سعر مزيج خام القياس "برنت" بلغ في العقود الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس 11.87دولار للبرميل لعقود ايلول سبتمبر مسجلاً أدنى مستوى له منذ عشرة اعوام. وقال أحد المتعاملين: "لم يكن النفط، الحيوي جداً للاقتصادات الصناعية، رخيصاً بهذا القدر منذ نحو 25 عاماً". واضاف: "كل شيء يمكن ان يحدث نتيجة لذلك"! ولاحظ ان سعر مزيج "برنت" ارخص الآن بنسبة 40 في المئة من السعر الوسطي للمزيج العام الماضي عندما كان 19.32 دولار للبرميل. واشارت دار الوساطة البريطانية "جي.ان.اي." الى ان المواجهة بين العراق والامم المتحدة ونسف السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام لم يؤمنا الارضية اللازمة لتحسين اسعار الخام. وتحدث تقرير دار الوساطة عن ان التزام دول "اوبك" الكامل تعهداتها بخفض الانتاج، مع غيرها من الاطراف من خارج المنظمة، اضافة الى حلول خريف بارد جداً في الربع الاخير من السنة وشتاء يضربه صيع قاس مطلع السنة المقبلة، سيؤمن امكانات تحسن الاسعار قليلاً. وكانت "اوبك"، وغيرها من المنتجين، عدلت حصص الانتاج هبوطاً وقطعت امدادات الى الاسواق تصل الى نحو 2.6 مليون برميل يومياً بعد اجتماعين عقدا في آذار مارس وحزيران يونيو الماضيين. وقال سماسرة في سوق لندن "لم تعلن أي أنباء في الاسواق الخارجية تدفع سعر خام برنت أو السولار الى الانخفاض لكن استمرار فائض المعروض النفطي في الاسواق الدولية سيظل يؤثر على التعاملات". وكان سعر "برنت" تراجع في 17 آذار الماضي الى 11.90 دولار. وقال محللون ان مستويات الدعم التالية ل "برنت" هي 11.70 دولار وهو أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني نوفمبر 1988 ثم 11.30 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى منذ تشرين الاول أكتوبر عام 1988. وانخفض "برنت" لفترة وجيزة امس ولامس حدود 11.87 دولار للبرميل في عقود ايلول قبل ان يسترد خسائره ليصل لاحقاً الى حدود 11.90 دولار للبرميل. في مكسيكو سيتي أعلنت الحكومة انها خفضت صادراتها النفطية في تموز يوليو الماضي بالقدر الذي تعهدت به بموجب اتفاق دولي لكنها زادت انتاجها من الخام مما أثار حيرة المحللين. وقالت شركة "بتروليوس مكسيكانوس" المملوكة للدولة ان صادراتها من النفط الخام في تموز بلغت 1.6444 مليون برميل يومياً متطابقة مع المستوى الذي وعدت به لصادرات النصف الثاني من السنة بموجب اتفاق الدول الرئيسية المنتجة للنفط. لكن حجم عمليات الاستخراج ارتفع الى 3.12 مليون برميل يوميا في تموز من 3.05 مليون برميل في حزيران. وأبدى محللون حيرتهم ازاء الاحصاءات التي جاءت في وقت يشهد ارتفاعا كبيرا في المخزونات وزيادة معدلات التكرير الي الطاقة القصوى. وقال مصدر في السوق "انا متشائم في شأن الاحصاءات، لعلهم زادوا عمليات التكرير قليلا ربما 20 الف برميل يومياً، لكن لا تزال لديهم زيادة في المخزون تصل الى 160 ألف برميل على الاقل يومياً".