أعرب العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في ختام اجتماع لجنة القدس في الدار البيضاء، عن أمله في عقد قمة عربية "تجمع قادة العرب وزعماءهم للبحث في القضايا العربية - العربية وفي ما له تأثير على سير الامة الاسلامية جمعاء"، فيما اعتبر الرئيس ياسر عرفات ان اجتماع لجنة القدس خرج بپ"نتائج مهمة وقرارات قوية ومتينة"، ودعت دمشق الى وضع هذه القرارات "موضع التنفيذ الفعلي بأسرع وقت ممكن". وقال العاهل المغربي في ختام اجتماعات لجنة القدس مساء اول من امس ان القرارات والتوصيات التي صدرت عن الاجتماع "ان لم تكن كاملة، فان ما لا يدرك كله لا يترك بعضه"، في اشارة الى موقف وفاقي لتطويق جوانب من الخلافات الناشئة خصوصاً بين سورية والاردن. ورأى العاهل المغربي ان صندوق القدس "سيكون أداة كفاح وصمود ايجابيين لنفرج الكربة عن المقدسيين". وطلب من المملكة العربية السعودية باعتبارها ممثلة عن الطرف العربي في اللجنة، ومن ايران التي تمثل الدول الآسيوية، ومن السنيغال ممثلة الدول الافريقية، ان يكونوا اعضاء لفترة ثلاث سنوات في لجنة الوصاية الخاصة بپ"بيت مال القدس". ووصف عرفات نتائج اجتماع لجنة القدس بأنها كانت "مهمة وقوية ومتينة"، وانها "تحمي مدينة القدس الشريف وترعاها في مواجهة محاولات التهويد التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية"، معرباً عن تفاؤله بتنفيذ قرارات لجنة القدس في وقت قريب. وقال وزير الخارجية اللبناني فارس بويز لدى مغادرته الدار البيضاء مساء اول من امس ان لجنة القدس نجحت في اصدار بيان يعبّر عن موقف يتضمن نقاطاً وثوابت عدة تهم مدينة القدس. واعرب عن امله في تنفيذ قرار "بيت مال القدس" وفق التوصية التي اقرتها اللجنة. لكن وزير الخارجية الاردني الدكتور جواد العناني اكد ان الذين يطالبون الأردن بقطع علاقاته مع اسرائيل من اجل تحسين وضع الفلسطينيين في الداخل "مخطئون". وأوضح في تصريح ان الاردن من خلال علاقاته مع اسرائيل "تفيد الفلسطينيين في الداخل اكثر من اي دولة عربية اخرى". ورأى المسؤول الاردني ان التركيز على واقع العلاقات الاردنية - الاسرائيلية مبالغ فيه سياسياً واعلامياً، "كون الاردن ابقى الجسور مفتوحة مع الفلسطينيين منذ عام 1967، ولأنه اكثر البلدان العربية التصاقاً بالبعد الفلسطيني سكانياً وجغرافياً". واضاف: "قبل تطبيع العلاقات مع اسرائيل وابرام معاهدة سلام في 1994 لم يكن للأردن اي علاقات مع اسرائيل على الاطلاق". وكان العاهل المغربي الملك الحسن الثاني اجتمع قبل الجلسة الختامية لاجتماع لجنة القدس مع وزير الخارجية الاردني، ويعتقد انه حمله تمنياته بالشفاء الى العاهل الاردني الملك حسين، اضافة الى عرض تطورات الوضع في الشرق الاوسط. وفي دمشق أ ف ب، كتبت صحيفة "البعث" الرسمية ان قرارات لجنة القدس وتوصياتها "كفيلة في حال تنفيذها والالتزام بها بتحقيق الاهداف المرجوة منها سواء في ما يتعلق بالدفاع عن الارض المحتلة والمقدسات المغتصبة او بالتصدي لاسرائيل وممارساتها العدوانية والتوسعية". وكانت الدورة السابعة عشرة للجنة القدس دعت في البيان الختامي، وفود الدول العربية والاسلامية التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل الى تجميد هذه العلاقات واقفال مكاتب البعثات الاسرائيلية الموجودة على اراضيها. وذكرت الصحيفة بپ"التجربة المريرة لقرارات وتوصيات مماثلة صدرت عن اجتماعات عربية واسلامية سابقة خصوصاً قمة القاهرة عام 1996، والتي تثير قلقاً مشروعاً من ان تظل حبراً على ورق وتفقد" كل جدوى من "نقل المواقف العربية الى التنفيذ الفعلي". ورأت "البعث" ان "الوضع الخطير في المنطقة والتحديات المفروضة على الامتين العربية والاسلامية تستوجب وضع قرارات وتوصيات لجنة القدس وبأسرع وقت ممكن موضع التنفيذ الفعلي فالقضية باتت اليوم قضية مصير ووجود العرب". كما طالبت الصحيفة المسلمين بأن "يكونوا بحجم التحديات وعلى مستوى المسؤوليات للحيلولة دون ضياع القدس وغيرها من الاراضي العربية المحتلة".