استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مساء امس في جدة وزير الدفاع الفرنسي ألن ريشار وبحث معه في جوانب التعاون بين البلدين وسعيهما المشترك لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. وكان الوزير الفرنسي التقى ايضاً ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي أجرى معه محادثات تناولت سبل تعزيز التعاون العسكري وتنمية الاستثمارات الصناعية المشتركة، وسلم ريشار للأمير سلطان رسالة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وفي رد على سؤال ل "الحياة" حول بحث أمن الخليج في ضوء الأحداث الحالية، نوّه الأمير سلطان في تصريحات صحافية عقب المحادثات ب "سعي فرنسا الدائم للعدل والسلام"، موضحاً أن اقتراح الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والمصري حسني مبارك عقد مؤتمر دولي للسلام "أرجئ لإعطاء الفرصة للمبادرة التي تقوم بها الولاياتالمتحدة بصفتها راعية للسلام وانتظاراً لما تسفر عنه من حلول". وأكد الأمير سلطان أن التعاون العسكري بين السعودية وفرنسا مستمر منذ عام 1967، وأنه "لا توجد عقبات أو صعوبات تعترضه لأن كلا الطرفين يدركان "مهمات ومسؤوليات واستراتيجيات الآخر" واوضح ان لجاناً مشتركة تجتمع كل ستة أشهر في السعودية وفي فرنسا لتقويم الأعمال التي أنجزت إضافة إلى الاجتماعات الدورية والاتصالات والزيارات المتكررة. ولم يشر الوزير السعودي الى اي صفقات تطرق اليها النقاش مع الوزير الفرنسي، معتبراً أن صفقات الأسلحة "لا تتم في جلسة أو اثنتين ولكنها مستمرة لمصلحة البلدين والقوتين العسكريتين في البلدين ولدينا أمل كبير أن نتعاون في هذا المضمار". وسئل الأمير سلطان عن إمكان التعاون في مجال الصناعة الحربية مع فرنسا بعد نجاح السعودية في هذا المجال، فأجاب أن الوزير الفرنسي شاهد المدرعة "فهد" التي شاركت في المعرض الفرنسي و"أثنى ثناءً عاطراً على هذا التقدم"، مضيفاً أن التعاون قائم "حسب احتياجات السعودية ولكن تحديده رهن بالدراسات الجارية". وكان الأمير سلطان رحب في كلمة ألقاها في بداية الاجتماع بالضيف مؤكداً أن العلاقات الفرنسية - السعودية "قائمة في مجالات اقتصادية وثقافية واجتماعية وعسكرية وأنها تزداد رسوخاً وقوة". من جانبه وصف الوزير الفرنسي العلاقات بأنها "عريقة القدم والجذور" منوهاً بالدور الشخصي الذي يقوم به الأمير سلطان "لتقوية العلاقات بين البلدين". وأضاف ان برامج التعاون مكثفة ومستمرة بين البلدين ولكن آلياتها قد تتغير من وقت إلى آخر حسب "التقديرات الاستراتيجية للجانبين نظراً الى الأوضاع الاقتصادية"، موضحاً أن هذه التغييرات تتم بسهولة ويسر "بحكم عمق الصداقة بين الدولتين وبين الوزيرين". وغادر الوزير الفرنسي جدة مساء بعد حفلة عشاء أقامها الأمير سلطان تكريماً له وللوفد المرافق.