تغلبت فرنسا على ايطاليا بركلات الترجيح 3-4 في الدور ربع النهائي لكأس العالم لكرة القدم بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي في المباراة التي اقيمت بينهما بعد ظهر امس على ملعب "ستاد دو فرانس" في سان دوني في ضاحية باريس امام 80 الف متفرج. وحافظت فرنسا على حلمها في رفع اللقب العالمي للمرة الاولى وتأهلت الى الدور نصف النهائي للمرة الرابعة بعد اعوام 58 في السويد و82 في اسبانيا و86 في المكسيك. وقد يواجه اصحاب الدار منتخب المانيا في الدور التالي في حال تخطى الاخير عقبة كرواتيا مساء اليوم، علماً ان المانيا اسقطت فرنسا في نصف النهائي عامي 82 و86 وستكون فرصتها سانحة لتحقيق الثأر لتحل العقدة الالمانية. اما ايطاليا فودعت البطولة وهي التي كانت تمني النفس بتحقيق اللقب بعدما جاءت ثالثة العام 90 وثانية العام 94 في الولاياتالمتحدة حين خسرت بركلات الترجيح أيضاً أمام البرازيل. واستمر التفوق الفرنسي على ايطاليا في السنوات الاخيرة اذ لم تفز ايطاليا على جارتها منذ العام 78 في الارجنتين! ولم ترتق المباراة الى مستوى الفريقين خصوصاً ان ايطاليا اختارت الدفاع من البداية حتى النهاية واتكلت على "فلتة" من فييري او غيره تؤهلها الى نصف النهائي. ولم يتمتع الجمهور الغفير بالملعب بكرة القدم التي قدمها لاعبون كبار من طينة الفرنسيين زيدان وديشان وبلان والايطاليين دل بييرو وروبرتو باجيو وكريستيان فييري. ويعرف الفريقان بعضهما البعض خير معرفة ذلك ان عدداً لا بأس به من اساسي المنتخب الفرنسي يلعبون في الدوري الايطالي مثل دوسايي وتورام في الدفاع وديشان وزيدان في الوسط ودجوركاييف في الهجوم. وكانت فرنسا الطرف الافضل وحاولت تهديد المنطقة الايطالية مراراً وتكراراً لكنها افتقدت الى الفعالية على الجناحين ولم يقدر ليتزاراتزو وتورام على المغامرة في الهجوم كما في السابق لان خصم امس كان ايطاليا وليس الباراغواي او السعودية او جنوب افريقيا او الدنمارك. ولعدم تقدم هذين اللاعبين تركزت الهجمات الفرنسية التي قادها "العائد" زيدان على المحور في عمق الدفاع الايطالي الصلب الذي لم يخترق الا في ما ندر. وتواجه الفريقان 30 مرة ففازت ايطاليا 17 مرة وفرنسا 6 مرات وتعادل الفريقان سبع مرات قبل مباراة الامس. وثالث مواجهة كانت في نهائيات المونديال اعوام 38 في ربع النهائي وفازت ايطاليا 1-3 وفي العام 78 في الارجنتين 1-2 في الدور الاول قبل ان ترد فرنسا اعتبارها في الدور الثاني من مونديال المكسيك العام 86 عندما فازت بهدفين نظيفين. وسجل الفرنسيون 42 هدفاً مقابل 74 لايطاليا. وكانت فرنسا ابعدت في الدور الثاني الباراغواي بهدف ذهبي بعدما تصدرت مجموعتها في الدور الاول اثر ثلاثة انتصارات على السعودية وجنوب افريقيا والدنمارك. اما ايطاليا فاحتلت صدارة مجموعته في الدور الاول بعد تعادلها مع تشيلي وفوزها على الكاميرون والنمسا، وابعدت النروج في الدور الثاني بهدف يتيم. وكما كان متوقعاً اشرك تشيزاري مالديني جيانلوكا بيسوتو لاعب يوفنتوس لمراقبة زميله في الفريق التوريني زين الدين زيدان وهو لحقه كظله طوال المباراة، علماً انه يراقبه في تدريبات فريق يوفنتوس! وجلس بالتالي البرتيني على مقاعد الاحتياط للمرة الاولى منذ زمن. وفضل مالديني بيسوتو على دينو باجيو لمراقبة زيدان لانه لا يريد قيد باجيو الذي يخترق منطقة الخصم في اللحظة الاخيرة ويشكل زيادة عدد تلبك الدفاع، بمهمة تمنعه من المشاركة في العمليات الهجومية. وحقق مالديني ايضاً هدفه من اشراك مورييرو على الجهة اليسرى اذ منع ذلك ليزاراتزو من التقدم كثيراً فشحت الكرات من الجهة اليسرى داخل المنطقة وارتاح الدفاع الايطالي على هذه الجهة فبات بوسع كانافارو الظهير الايسر التكتل اكثر في وسط الدفاع. اما في الفريق الفرنسي فاضافة الى عودة النجم زين الدين زيدان بعد انتهاء عقوبة وقفه اختار المدرب الخبرة على الشباب لمواجهة ايطاليا فاشرك كاريمبو لاعب ريال مدريد في الوسط بدل تييري هنري الذي يعاني من اصابة، وغيفارتش 27 عاماً بدل تريزيغه في الخطوط الامامية وبقي دجوركاييف في التشكيلة الاساسية رغم عودة زيدان على حساب ديوميد غير الفعال ضد الباراغواي. المباراة وفي اول دقيقتين عرضيتين داخل المنطقة الايطالية ابعدت الثانية على حساب ركنية، ومنها وصلت الكرة الى زيدان على حدود المنطقة لكنه سدد فوق العارضة بامتار 2. ولعب دجوركاييف كرة ساقطة الى زيدان داخل المنطقة وسددها نحو المرمى ابعدها باليوكا الى ركنية 3. ووصلت الكرة الى بوتي الذي سددها ايضاً نحو المرمى طار لها باليوكا مجدداً وابعدها الى ركنية اخرى لم تثمر 4. واراد غيفارتش 72 عاماً و10 مباريات دولية فقط دخول جو المباراة سريعاً فسدد كرة من حدود المنطقة على الجهة اليمنى لكنها لم تزعج باليوكا 6. وكادت ايطاليا تفتتح التسجيل في الدقيقة السابعة عندما لعب دي بياجيو الكرة على الجهة اليمنى لمورييرو جناح انترميلان السريع فمررها الاخير عرضية عالية طار لها فييري وسددها بالرأس قرب القائم الايمن لمرمى الحارس بارتيز. وهدأت المباراة بعدما تمكنت ايطاليا من احتواء الهجمات الفرنسية بعد فورة اصحاب الملعب في الدقائق العشر الاولى. وسعى رجال المدرب مالديني الى قتل نمط المباراة لازعاج الخصم فلم يقدموا الكثير، وغاب خط وسطهم تماماً وعانى كل من فييري ودل بييرو للحصول على الكرات. وبعدما اخترق دجوركاييف المنطقة حصل سوء تفاهم بينه وبين كاريمبو فضاعت فرصة جيدة على الفرنسيين 23 قبل ان يسدد غيفارتش من بعيد في الغيوم 24. ونال دل بييرو انذاراً لاعاقته ديشان من الخلف 25، ثم انذار قاسي لبرغومي الذي يخوض نهائيات المونديال للمرة الرابعة بعد 82 و86 و90 لاعاقته زيدان المندفع الذي سقط من دون ان يلمسه المدافع الخبير 27. واستفاق الجمهور الايطالي على تسديدة من فييري من خارج المنطقة في الدقيقة ال31 ابعدها الحارس بارتيز بقبضتيه. وتدخل بارتيز بعد دقيقة لابعاد الخطر امام فييري الذي وصلت اليه كرة "طائشة". ولم يعجب الحارس الايطالي اندفاع تورام نحوه بعد خذ وهات مع زيدان فنال صفيراً من الجمهور المحلي حتى شبع 36! وقاد دل بييرو هجمة مرتدة وبدل ان يمرر ان فييري متصدر ترتيب الهدافين 5 اهداف مع الارجنتيني باتيستوتا المتحرر على الجهة اليسرى فضل المراوغة لكنه وجد نفسه محاطاً بثلاثة فرنسيين فخسر الكرة 42. واول مرة وجد فيها زيدان حراّ قاد هجمة سريعة ومرر الى تورام الذي فقد الكرة 44. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع وصلت الى دجوركايف على حدود المنطقة وظهره للمرمى فلعبها خذ وهات مع ديشان وانفرد بالمرمى لكن تسديدته الضعيفة افتقدت للدقة فضاعت ابرز فرصة فرنسية في هذا الشوط. ولم يجر اي من المدربين تبديلات على تشكيلته خلال الاستراحة. وبدأ الشوط الثاني بتسديدة "كيفما كان" لدجوركاييف تلتها محاولة اختراق فاشلة من زيدان وكرة عرضية ضعيفة من بوتي بعد مجهود من ليتزاراتزو 46 و47 و48. ونزل البرتيني بدل دينو باجيو 53 ونال غيفارتش انذراً لتوجيهه ضربة بالمرفق الى كانافارو 54 الذي اكمل المباراة برباط اشبه بالقناع. واشتدت الاعصاب بين لاعبي الطرفين لكنها لم تتخط الحد المعقول لان معظمهم يلعب في الدوري الايطالي ويعرفون بعضهم البعض. وخرج بارتيز بتوقيت سليم لملاقاة فييري 58 وابعد الخطر. وقفز الحارس الفرنسي الى الكرة رغم "حجم" منافسه فييري 61. واعاق ديشان دل بييرو فنال انذاراً 63. وفي الدقيقة ال65 قدم دجوركاييف وزيدان لعبة جميلة وتبادلا الكرة واعادها زيدان الى داخل المنطقة وصل اليها كاريمبو "الحر" الذي لم يسدد كما يجب. ثم لعب ايميه جاكيه ورقتين هجوميتين فاخرج غيفارتش وكاريمبو واشرك بدلهما تييري هنري صاحب ثلاثة اهداف في الدور الاول ودافيد تريزيغيه. ومن اول تسديدة لهنري بعد دقيقة من نزوله كاد يفتتح التسجيل لكن تسديدته "الباردة" مرت فوق العارضة 67. وردّ تشيرازي مالديني بتبديل اذ اخرج دل بييرو غير الفعال واشرك روبرتو باجيو الذي سجل هدفين واهدى هدفين لرفاقه في الدور الاول 69. واختراق فرنسي للمنطقة الايطالية عبر "الدماء" الجديدة تريزيغه وهنري لكن باليوكا كان لهما بالمرصاد 70. ثم مرّت رأسية بلان من ركنية امام فم المرمى ولم تجد لها متابعاً 71. واربك هنري الدفاع الايطالي بتحركاته وتنقلاته عبر المراكز ولعب كرة عرضية ابعدها الدفاع الايطالي الى ركنية لم تثمر 73 ثم عرضية من تورام غدرت المدافعين والمهاجمين على حد سواء. واحبطت تسديدة لبوتي اثر تمريرة من زيدان، في المهد 74. وتخلص زيدان من كوكبة مراقبين وحرّر دجوركايف على الجهة اليسرى لكن هنري افسد الكرة العرضية بدفعه مراقبه داخل المنطقة 77. وانتزع دجوركايف الكرة من مالديني ودخل المنطقة الايطالية لكن تمريرته وجدت قدم برغومي 82. وعموماً تحسن الاداء الايطالي مع نزول باجيو الذي يجيد تهدئة اللعب وتمرير الكرة السليمة من المحاولة الاولى. وفي اول خطوة ايطالية في الشوط الثاني لعب روبرتو باجيو الكرة من ركلة حرة لكن رأسية دي بياجيو لم تصب المرمى 83. وكادت ايطاليا تحسم المباراة في الوقت المحتسب بدل الضائع اذ تلاعب روبرتو باجيو بمراقبه على الجهة اليسرى ولعب الكرة عرضية ارتدت من الدفاع الى بيسوتو الذي سددها مباشرة بين يدي الحارس قبل ان يترك الايطالي مكانه لدي ليفيو زميله في فريق يوفنتوس.ولأن الهدف الذهبي معتمد في تمديد الوقت تحولت المباراة الى مواجهة بين اعصاب اللاعبين واتلفت اعصاب الجمهورين لا سيما الفرنسي كلما رفعت كرة عرضية داخل منطقة بارتيز. وكانت الخطورة الفعلية الاولى في الشوط الاضافي الاول في الدقيقة العاشرة عبر ليتزاراتزو الذي راوغ وسدد الكرة زاحفة بين احضان باليوكا. وخفقت القلوب الفرنسية خوفاً عندما لعب البرتيني الكرة ساقطة الى باجيو لكن الاخير فشل في توجيه الضربة القاضية الى الفرنسيين اذ مرت كرته "ْعلى الطاير" امام المرمى 101. وسدد هنري وصد باليوكا 107. ونال كوستاكورتا انذراً لخشونته الزائدة 113. وحصل دجوركاييف على فرصة ليجنب فريقه ركلات الترجيح لكن باليوكا اغلق الزاوية كما يجب 119. وفي ركلات الترجيح سجل لايطاليا كل من باجيو وكوستاكورتا وفييري واهدر البرتيني الركلة الثانية وليوجي دي بياجيو الركلة الخامسة التي ارتدت من العارضة. وسجل لفرنسا كل من زيدان وتريزيغه وهنري وبلان واهدر ليزاراتزو الركلة الثانية.