تغلبت فرنسا على الباراغواي بهدف ذهبي سجله لوران بلان في الدقيقة 24 من الوقت الاضافي ضمن الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم على ملعب "فيليكس بولار" في لنس أمام 40 الف متفرج. وعانت فرنسا قبل الفوز، وكأن الاعصاب المحترقة شكلت سحابة كبيرة فوق جميع مدنها بعدما تفنن لاعبوها في إهدار الفرص ولم يتمكنوا من هزّ شباك الباراغواي التي كادت تحقق هدفها بجرّ الخصم الى ركلات الترجيح. وستلعب فرنسا في ربع النهائي مع ايطاليا يوم الجمعة المقبل على ملعب سان دوني. وتمكنت الباراغواي بفضل تنظيمها الدفاعي الممتاز من شلّ خطورة الفرنسيين ولم يفلت بالتالي تييري هنري الا مرة واحدة عندما سدد في القائم الايمن في الشوط الاول. وحاول رفيقه على الجهة اليمنى الظهير تورام الاختراق عبر الوسط لان الطريق امامه كانت مسدودة معظم الاحيان. اما على الجهة اليسرى فلم يكن ليتزاراتزو فعالاً خلافاً للمباريات السابقة. كما غاب التفاهم بين لاعبي الوسط والهجوم فوصلت معظم التمريرات الامامية الى مدافعي الباراغواي او الحارس تشيلافرت. وفي المقابل نصب مدرب منتخب الباراغواي البرازيلي كاربجياني خطة دفاعية صلبة ودافع فريقه بعض الاحيان بسبعة لاعبين، وتمتع بدفاع صلب ومنظم فلم يختبر تشيلافرت الا في ما ندر. وطبعاً اعتمدت الباراغواي على الهجمات المرتدة وحصل لاعبوها في الخطوط الامامية على قلتهم على مساحات كبيرة بفضل حسن انتشارهم وتمركزهم فضايقوا خصومهم مع بعض الخطورة. وبلغت فرنسا ربع النهائي للمرة الثالثة في المشاركات الثلاث الاخيرة لها اذ خسرت في نصف نهائي عامي 82 و86 امام المانيا. اما الباراغواي فافضل نتيجة لها كانت تقدمها الى الدور الثاني العام 86 في المكسيك حيث خسرت امام انكلترا بثلاثة اهداف نظيفة. وكبداية كل مباراة حاول الطرفان اطلاق بالونات حرارية لاكتشاف نقاط الضعف لدى الخصم، وشقّ تورام طريقه من الجهة اليمنى وسدد كرة ضعيفة بين يدي تشيلافرت 3 ثم ثلاث ركنيات فرنسية من دون خطورة 5. ولمح باريديس الحارس الفرنسي متقدماً عن خط المرمى فلعب الكرة خادعة ساقطة... فوق العارضة 8. وكرة مماثلة من ارسي من الجهة اليمنى 10. ووجه الحكم الاماراتي علي بوجسيم الذي قاد مباراة المركز الثالث قبل اربع سنوات في مونديال الولاياتالمتحدة، انذاراً شفهياً للحارس تشيلافرت لاضاعته الوقت 12. وشنّ ليتزاراتزو هجمة من الجهة اليسرى ومرر الى ديوميد الذي راوغ وحاول التسديد فپ"علقت" كرته بين مدافعين من الباراغواي وانتزعها تريزيغيه وسدد من داخل المنطقة فلامست كرته القائم 14. وبدأ تشيلافرت يفرض حضوره في منطقته اذ سبح لكرة سددها ديوميد من حدود المنطقة وابعدها الى ركنية 15. وتخلص ديشان من مراقبين في وسط الميدان ومرر الى دجوركاييف فسدد الكرة نحو الزاوية البعيدة لكنها احتاجت الى بضعة سنتيمترات 18. وبعدما انذره الحكم شفهياً شهر بوجسيم البطاقة الصفراء لتشيلافرت 18. وتبعه زميله بنيتيز الى كتيب الحكم 22. وجرب كامبوس حظه لكن كرته لم تكن قوية وما كانت لتشكل خطورة لولا فشل بارتيز في السيطرة عليها قبل ان يعيد التقاطها امام كامبوس المتابع 24. وذهب الجهد الذي بذله تورام هباء لانه بعد اختراق قاده من الجهة اليمنى نحو اليسرى في عمق خطوط الباراغواي مرر الى تريزيغيه الذي لم يوفق في التسديد 31. وبعد خذ وهات بين دجوركايف وبوتي وصلت الكرة الى ديوميد عند حدود المنطقة لكنه تسرع في التسديد 36. وفاجأ كاردوزو عندما وجد نفسه منفرداً ببارتيز ولم تكن تسديدته على المستوى فافلت اصحاب الضيافة من ورطة 37. واخترق هنري المنطقة الباراغويانية وانفرد من 40 متراً وتجنب خروج الحارس بتسديدة من فوقه، وحبس الجمهور انفاسه لان الكرة انحرفت عن الهدف بالفعل واصطدمت بالقائم الايمن وعادت الى الملعب 39. وفي بداية الشوط الثاني ابطل الدفاع الفرنسي الذي بدا احياناً غير منظم ربما لقلة انشغاله، مفعول محاولتين خطيرتين للباراغواي. ورأسية لدوسايي اوقفها تشيلافرت على خط المرمى بعدما ارتمى عليها 55. وانتزع بنيتيز النشيط الكرة من ليتزاراتزو ولعبها عرضية خلفية الى ارسي الذي سدد بعيداً من وضع ممتاز للتسجيل 60. وفي نصف الساعة الاخير اشتد الضغط الفرنسي على منطقة الباراغواي وكثرت الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء لكن الدفاع تعامل معها بنجاح. واشرك ايميه جاكيه مدرب فرنسا بيريس وغيفارتش بدل هنري المصاب وديوميد غير الفعال، ولم يستغل الفرنسيون الفرص القليلة التي سنحت لهم مثل كرة تريزيغيه التي مرت قرب القائم الايمن 83، او فرصة دجوركايف الذي فضل المراوغة بدل التسديد وهو على بعد ثلاثة امتار. ثم لمسة يد لم يرها بوجسيم لمدافع الباراغواي داخل منطقته. وبعد تسديدة اخيرة من دجوركايف ابعدها المدافع قبل دخولها المرمى اعلن بوجسيم نهاية الوقت الاصلي بالتعادل السلبي. ولجأ الفريقان الى الوقت الاضافي مع اعتماد نظام الهدف الذهبي الذي ينص على اعلان الفريق الذي يسجل هدفاً فائزاً مع توقف المباراة. وفي حال استمر التعادل بعد الشوطين الاضافيين يحتكم الطرفان الى ركلات الترجيح. وتنفس الجمهور الصعداء عندما مرت تسديدة اكونا قرب القائم الفرنسي في الدقيقة الرابعة من الوقت الاضافي. وفي الدقيقة الثامنة لم يوفق دجوركايف في التسديد من ركلة حرة فمرت الكرة على بعد سنتيمترات من القائم الايمن. وتبعه تريزيغيه الذي سدد بين يدي تشيلافرت 100 وتسديدة من بوغوصيان بين احتضان الحارس ايضاً 103. ووجد بيريس مساحة للتسديد لكن تشيلافرت انقذ كرته 109. وجاء الفرج في الدقيقة ال113 عندما مرر بيريس الكرة الى تريزيغيه فحضرها برأسه الى بلان المندفع فسجل الهدف الذهبي الذي اهّل فرنسا الى الدور ربع النهائي