علمت "الحياة" ان المشاورات المصرية - الفرنسية الجارية حالياً في شأن مبادرتهما لعقد مؤتمر دولي لإنقاذ السلام تناولت "بلورة" المبادرة لتأخذ في الاعتبار بعض النقاط التي طرحها كل من الولاياتالمتحدة وسورية على المبادرة من حيث عناصرها وأهدافها وذلك لجهة "صياغة مبادرة شمولية" تتعاطى مع عملية السلام على مختلف المسارات تستند الى الشرعية الدولية ومرجعية مدريد. وعُلم ان الجانب السوري في المحادثات المصرية - السورية في الاسكندرية الأحد الماضي طرح "تحفظات" عن المبادرة، اذ رأت دمشق ان الذي يحرك المبادرة "جمود عملية السلام على المسار الفلسطيني وليس على كل المسارات ... المسؤولون المصريون أكدوا غير مرة ان عقد المؤتمر أحد الخيارات المطروحة في حال عدم قبول اسرائيل المبادرة الاميركية في شأن المرحلة الثانية لإعادة الانتشار في المسار الفلسطيني وعليه فإن قبول اسرائيل المبادرة يعني إلغاء او تأجيل عقد المؤتمر". وشدد الجانب السوري مجدداً على ان دعم سورية عقد المؤتمر "يعني ان المطلوب تأييد عقد مؤتمر لإنقاذ أوسلو ... هذه ليست مسؤولية سورية"، كما تساءل عن "فلسفة عدم حضور الأطراف المعنية ... عدم حضور اسرائيل والفلسطينيين يعني أيضاً عدم حضور سورية ولبنان". وطرح الجانب السوري ما أسماه "تساؤلات مشروعة لا بد من حصولنا على إجابات واضخة عليها... هل المؤتمر سيكون مدريد -2 مما يلغي مرجعية مدريد ويعفي اسرائيل من التزاماتها على كل المسارات؟ ... كيف لا تؤدي هذه المبادرة وعقد مؤتمر للمسار الفلسطيني الى إعطاء حكومة إسرائيل الفرصة عملياً للاستمرار في تعنتها والتهرب من التزاماتها على باقي المسارات وليس على المسار الفلسطيني فقط؟". ودعا الجانب السوري الى "إعادة النظر في الطرح المبادرة بشكل يجعله يتعاطى مع عملية السلام بشمولية ومع تهرب إسرائيل من التزاماتها على كل المسارات ولجهة تحديد ضمانات تجعل هدف المؤتمر إنقاذ عملية السلام وليس إنقاذ أوسلو". وكشفت مصادر مطلعة مصرية ل"الحياة" ان الجانب المصري تعاطى بإيجابية مع "الملاحظات" السورية المطروحة على المحادثات المصرية - الفرنسية في باريس خلال اليومين الماضيين لجهة تفعيل المبادرة وبلورة عناصرها وأهدافها وصيغة الدعوة لعقد المؤتمر واجندته. لكنها لفتت الى ان المبادرة منذ البداية تتعاطى مع "عملية السلام" ككل ومشددة على انه "ليس من مهمة مصر توفير الفرص لنتانياهو للتهرب او لإلغاء المرجعيات". واشارت الى ان المبادرة ستكتسب "بُعداً اوروبياً" في ضوء التأييد الاوروبي الذي تحظى به، مشيرة الى ان محادثات وزير الخارجية المصري مع المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل أنخيل موراتينوس غداً الخميس في القاهرة ستتناول سبل تفعيل المبادرة. وقالت ان هدف عقد مؤتمر انقاذ السلام هو بعث الامل لدى الفلسطينيين وبحث خطوات وآلية لإجبار نتانياهو على تنفيذ الاستحقاقات والالتزامات على كل المسارات ومنع اسرائيل من اقامة المستوطنات او استغلال فترة الحملة الانتخابية الاميركية لتضييع الوقت. ورأت ان صيغة المؤتمر تهدف الى الزام المجتمع الدولي حكومة نتانياهو بوقف كل ممارساتها غير الشرعية والاستفزازية ومساعدة الدور الاميركي في العملية وتقوية نفوذ الاممالمتحدة، ودفع العلمية على المسارين السوري واللبناني وتحريك موضوع جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل. كما اعتبرت المؤتمر الدولي سيساعد انصار السلام في اسرائيل من مختلف التيارات السياسية على مواجة الاتجاهات اليمينية المتطرفة ان كانت راغبة في تحقيق السلام. من ناحية اخرى تلقى الدكتور عصمت عبدالمجيد الامين العام للجامعة العربية رسالة من وزير خارجية روسيا يفغيني بريماكوف حدد فيها موقف بلاده المبدئي من تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط رداً على رسالة كان بعث بها عبدالمجيد اليه في وقت سابق.