أعلنت أجهزة الأمن الجزائرية أمس ان "جماعتين ارهابيتين" قتلتا ليل السبت - الأحد 20 مواطناً ذبحاً في مجزرتين في ولايتي سعيدة جنوب غربي البلاد وتلمسان أقصى الغرب. وتزامنت المذبحتان مع الاتصالات التي يجريها وفد الأممالمتحدة في الجزائر، حيث التقى قادة عدد من الأحزاب الجزائرية ومحامين وجنرالات في المؤسسة العسكرية. وكان التقى مساء السبت رئيس الأركان اللواء محمد لعماري. وناقش الهدنة التي أعلنها "الجيش الإسلامي للإنقاذ". وأفاد بيان لأجهزة الأمن ان المذبحة الأولى نفذت في منطقة خليلي في بلدية بليل، ولاية تلمسان، وأوقعت 12 قتيلاً وجريحين. وأشار إلى أن وزير الداخلية السيد مصطفى بن منصور انتقل الى مكان المذبحة لمواساة عائلات الضحايا. وأكد بيان ثان لأجهزة الأمن ان مذبحة أخرى نفذت ليل أول من أمس في سيدي عبدالمؤمن في بلدية بن ابراهيم في ولاية سعيدة، واوقعت ثمانية قتلى. وأشار إلى أن قوات الأمن باشرت "عملية واسعة للبحث عن منفذي هذا العمل الجبان". وروى شهود من المنطقة ان عدد جرحى مذبحة تلمسان لا يقل عن عشرة، وان المسلحين خطفوا نساء. في غضون ذلك، واصلت البعثة الدولية لقاءاتها امس في الجزائر، واجتمعت مع ممثلي ثلاثة أحزاب علمانية: أحمد جداعي عن "جبهة القوى الاشتراكية"، رضا مالك عن "التجمع الوطني الجمهوري"، وسعيد سعدي عن "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية". وشدد جداعي بعد اللقاء على ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في "خرق حقوق الإنسان". والتقت البعثة مساء تودرت عبدوس مدير صحيفة "ليبرتي" القريبة إلى "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية"، وكمال رزاق بارة رئيس "المرصد الوطني لحقوق الإنسان"، ومصطفى بوشاشي أحد محامي "الجبهة الاسلامية للانقاذ" المحظورة. وذكرت مصادر حزبية ان اسئلة البعثة ركزت على ثلاث قضايا: وضع حقوق الانسان والحريات العامة، الوضع الأمني والمؤسسات المنتخبة. وأضافت ان سؤالاً طُرح على عدد من الشخصيات هو هل تعتقد ان مشاركة الجماعات المسلحة في الانتخابات تساعد في حل الأزمة، وهل يضمن الدستور عدم سيطرة الاسلاميين المتشددين على السلطة. وتابعت ان سؤالاً طُرح على جميع الذين التقتهم البعثة هو كيف يمكن حل الأزمة. وكانت البعثة التقت مساء أول من أمس اللواء محمد لعماري بحضور أربعة من كبار قادة المؤسسة العسكرية. وذكرت مصادر قريبة إلى الاجتماع الذي عقد في وزارة الدفاع، ان المحادثات تناولت الوضع الأمني والهدنة التي اعلنها "الجيش الاسلامي للانقاذ". وأكدت مصادر في البعثة الدولية أنها تلقت "اجابات كاملة ووافية" من المسؤولين العسكريين.