يفتتح في مدينة لوس انجيليس اليوم الجمعة مسجد الملك فهد بن عبدالعزيز برعاية الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي. وتولت متابعة اقامة المسجد مؤسسة "شيخ الاسلام ابن تيمية". وأكد الباحث الكويتي ابراهيم المرزوق عشية افتتاح مسجد الملك فهد ان السعوديين بنوا معظم المساجد الاميركية. وأوضح انه يعمل على اكمال دليل للمسلمين في الولاياتالمتحدة يتناول المساجد ونشاطاتها. وقال انه احصى حتى الآن 1580 مسجداً ومركزاً اسلامياً. ويروي المرزوق قصته مع احصاء المساجد ويقول: "في صيف عام 1986 كنت احتفل بتخرجي من كلية في جنوب كاليفورنيا وجاءت والدتي وشقيقتي من الكويت للمشاركة في هذه المناسبة فاصطحبتهما في جولة في مدن جنوب الولاية الغنية بمناظرها الطبيعية". وفاجأت السيدة الكويتية ابنها بالقول انها تتمنى سماع صوت آذان وان ترى مسلمين بعد غربة وسط الاميركيين. ويقول المرزوق: "حاولت تلبية رغبة والدتي وبدأت البحث عن مسجد او مركز اسلامي في المنطقة واستخدمت دليل الهاتف وسألت حتى الشرطة من دون جدوى ولم اهتد الى مسجد الا بعد 3 ساعات". في تلك اللحظة قرر المرزوق ان عليه القيام بمهمة وضع "دليل المسلمين في الولاياتالمتحدة"، وجاب ارجاء الولاياتالمتحدة ليسجل كل مسجد او مركز اسلامي يصل اليه. وأنهى المرزوق دراسته قبل سنتين متخصصاً في ادارة الاعمال وعلوم الحاسب الآلي وكذلك الجزء الاكبر من دراسته الموسوعية فسجل تفاصيل وافية عن تاريخ ونشاط ومساحة 1360 مسجداً ومركزاً اسلامياً في 42 ولاية اميركية من اصل 1580 مسجداً ومركز اسلامي احصاها. ولا يزال المرزوق يسافر الى الولاياتالمتحدة في كل اجازة يغتنمها من وظيفته الحالية في وزارة الشؤون الاسلامية في الكويت ليكمل مهمته. ويقول المرزوق ان دراسته توفر قاعدة معلومات عن المسجد او المركز واتجاهاته ونشاطاته وتمويله ومن يملكه والجماعة المسلمة التي تقيم حوله. ويضيف ان افتتاح الامير عبدالعزيز بن فهد اليوم الجمعة مسجد الملك فهد في لوس انجليس يؤكد حاجة الولاياتالمتحدة وخصوصاً كاليفورنيا الى المنهج الملتزم بالكتاب والسنة. ويرى المرزوق ان افتتاح هذا المسجد تأكيد لحقيقة وجدها في دراسته وتفيد ان المملكة العربية السعودية تتصدر جميع الدول الاسلامية في تمويلها ورعايتها للمساجد والمراكز الاسلامية في الولاياتالمتحدة تليها الجماهيرية الليبية التي مولت عدداً كبيراً من المساجد حتى نهاية الثمانينات، اما الآن فتأتي دولة الكويت في الموقع الثاني وتليها دولة الامارات العربية المتحدة. ويوضح المرزوق ان معظم المساجد اسس خلال النصف الثاني من السبعينات ونهاية الثمانينات وهي فترة تميزت بكثافة وجود الطلاب السعوديين الذين كان لهم دور كبير في تأسيس هذه المساجد. ويتفق خالد باحاذق نائب رئيس شركة حدادة السعودية الذي كان طالباً في ولاية انديانا في السبعينات مع المرزوق في شأن دور الطلاب السعوديين في بناء المساجد في اميركا ويقول: "كانت طريقتنا في بناء المساجد والمراكز الاسلامية بسيطة جداً حيث نجمع ما نستطيع من تبرعات لشراء الأرض او للدفعة الأولى ثم نتصل بمسؤول سعودي فيكمل المبلغ المطلوب فور اقتناعه بجديتنا واطلاعه على اوراق المسجد. وبذلك انتشرت المساجد بسرعة في اميركا وأقيمت بجوارها اوقاف تجارية ينفق منها على مشاريع نموذجية". لكن طبيعة المساجد في اميركا تغيرت الآن حسبما يرى المرزوق وتحولت وظيفتها من خدمة الطلاب الى خدمة طائفة مسلمة مستقرة فظهرت فيها المدارس لتعليم الاطفال وقاعات الاحتفال والمحاضرات للنشاطات العامة. ووضع المرزوق 13 قاعدة لقبول المساجد في دليله فأحصى 1580 مسجداً ومركزاً يتوقع ان تصل في عام 2010 الى 2100 مسجد. وأهم هذه القواعد ان يكون المسجد رسمياً ومسجلاً مع سلطات المدينة او الولاية وأن لا يكون مستأجراً وان يكون موقوفاً للمسلمين لا يمكن بيعه او نقله. ووجد ان هناك اربع جهات تتبع لها غالبية مساجد اميركا وهي منظمة إسنا الجماعة الاسلامية في شمال اميركا وأكنا الدائرة الاسلامية في شمال اميركا ومعظم اتباع هاتين المجموعتين المتقاربتين فكرياً من المهاجرين العرب والآسيويين ثم جماعة وراث الدين محمد وجماعة جميل الأمين والجماعتان الاخيرتان للمسلمين السود. ويقول المرزوق انه وجد اهتماماً كبيراً وتشجيعاً من المجلس الاسلامي الاميركي الذي رأسه السيد عبدالرحمن العمودي في واشنطن والذي تولى طباعة دراسته عن مساجد الجنوب الشرقي الاميركي، كما اهتم قسم الشؤون الاسلامية في السفارة السعودية بواشنطن بجهده وشجعه على اكماله المسؤولون فيه ومنهم الشيوخ صالح الجربوع وصالح العابد ومحمد الشيخ. وتعاون المرزوق لانجاز مشروعه مع الجمعيات الاسلامية فكان يرتب مواعيد "جولاته الميدانية" للتزامن مع مؤتمرات إسلامية تعقد عادة في فترات الاجازات الامر الذي لم يتعارض مع دراسته.