فيما يتفاقم التوتر بين الجالية المسلمة والسكان غير المسلمين في نيويورك بشأن إنشاء مركز إسلامي ومسجد قرب موقع «غولوند زيرو»، إذ وقعت هجمات العام 2001، نجح مسؤولو إدارة مسجد الملك فهد في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا في دعوة إدارة شرطة لوس أنجليس إلى إفطار رمضان (الثلثاء)، وتم خلال الإفطار والنقاشات التي تخللته تفاهم على إنشاء مجلس استشاري يعقد شهرياً في مسجد الملك فهد لتعزيز التفاهم بين الجانبين. وأكدت الشرطة أنها أنشأت قسماً خاصاً بشؤون المسلمين باعتبار أن الوجود الإسلامي في أميركا أضحى حقيقة. واستضاف مسجد الملك فهد في لوس أنجليس إدارة شرطة منطقة لوس أنجليس في غرب أميركا الإفطار الرمضاني بمشاركة أكثر من 60 من منسوبي الشرطة والجاليات والمساجد. وتضمن البرنامج لقاء بين القيادات المعنية في شرطة لوس أنجليس بقضايا الجالية الإسلامية والقيادات الشابة في مختلف المساجد والمنظمات الإسلامية في جنوب كاليفورنيا. وأوضح مدير إدارة القسم المختص الضابط مايك عابدين أن قسم العناية بقضايا الجالية المسلمة تأسس منذ سنوات بتوجيه من قائد شرطة لوس أنجليس (الشريف لي باكا) الذي لديه قناعة بأهمية تعزيز العلاقة الطيبة بين الشرطة والأقليات كافة، وهو يتعاطف مع الجاليات العربية والإسلامية بشكل واضح. ويرى أن ذلك، بحسب ما ذكر عابدين، من مصلحة أميركا على المدى البعيد. وذكر مايك أن هذا القسم هو أول قسم ينشأ من نوعه في أميركا، ثم استفادت بعض الولايات الأخرى منه، فتم إنشاء مثل هذا القسم في مراكز الشرطة لديها باعتبار أن الوجود الإسلامي أصبح حقيقة في الولاياتالمتحدة، مهما تعرضت له المساجد والجاليات المسلمة من حملات معارضة بسبب الخوف من المجهول. وأسفر النقاش عن تفاهم بين شرطة لوس أنجليس والقيادات الشابة المسلمة على إنشاء مجلس استشاري يتكون من القيادات الشابة، يتم من خلاله تقديم الآراء والحلول لما تحتاج إليه قوى الأمن من المسلمين، وتوصيل صوت الجاليات العربية والمسلمة للجهات المعنية الرسمية. وتم اختيار مركز الشباب المسلم في أميركا الذي أنشأته «مؤسسة ابن تيمية» الحاضنة لمسجد الملك فهد لعقد لقاءات شهرية لهذا الغرض. وأوضح رئيس مجلس أمناء المؤسسة والمشرف على مسجد الملك فهد الدكتور خليل بن عبدالله الخليل ترحيب مسجد الملك فهد باستضافة اللقاءات بين الجالية العربية والإسلامية والقوى الأمنية والجهات المسؤولة، لنزع وتيرة التوتر، ولصناعة جسور للتفاهم بين مختلف الجاليات المسلمة وبين المسلمين وغير المسلمين، وذكر كذلك أن الإسلام لا يدعو المسلمين إلى العزلة ويسعى للحفاظ على الهوية وعدم الذوبان في الآخرين.