السيد رئيس التحرير تحية طيبة وبعد، قرأت ما كتبه رئيس مكتب "الحياة" في دمشق السيد ابراهيم حميدي بتاريخ 3 تموز يوليو 1998 تحت عنوان "انفتاح اعلامي وسياسي في سورية". وقد سرني ان ألحظ هذا التوجه في سورية وارجو ان يتعمق وان يكون اكثر شمولية. ومع ذلك اريد ان اضع على عيني نظارة تختلف عن النظارة التي وضعها حميدي لأجد مكتوباً امامي ما يلي: - ذكر مراسلكم ان رئيس حكومة الانفصال مأمون الكزبري عاد اخيراً الى دمشق وتوفي ودفن فيها. وما رأيته من خلال منظاري ان الكزبري لم يستطع العودة الى سورية الا بعد ان غلبه المرض وعاد ليموت ويدفن في دمشق. - اطلق سراح الدكتور نورالدين الأتاسي، رئيس الدولة السابق، وكان قد غلبه المرض ومات بعد فترة وجيزة من خروجه من السجن. - توفي الرئيس شكري القوتلي، اول رئيس لسورية بعد الاستقلال، وهو يعيش خارج القطر السوري، وقد سمح لأهله بدفنه في سورية. - توفي الاستاذ اكرم الحوراني خارج سورية، وكان يأمل بأن يسمح له قضاء باقي ايام حياته في بيته في دمشق. وقد سعت زوجته لتحقيق هذه الامنية قبل وفاته بسنتين ورفض طلبها. - توفي الدكتور ناظم القدسي رئيس الجمهورية السورية الاسبق ودفن في عمان. - حرص الرئيس حافظ الأسد على وضع طائرة خاصة لنقل جثمان الشاعر نزار قباني ليدفن في دمشق، المدينة التي ولد فيها وأحبها. وكنا نلحظ من خلال اشعاره ونثره انه كان يحن للعودة الى دمشق فتحقق له ذلك بعد وفاته. - ذكر حميدي ان المراقب العام السابق لجماعة "الاخوان المسلمين" الشيخ عبدالفتاح ابو غدة عاد الى سورية بالتماس شخصي قدمه الى الرئيس حافظ الاسد. ومن خلال منظاري كنت ارى ان الشيخ اراد ان يختم حياته بتحقيق مصالحة وطنية في سورية تسمح بعودة من اراد العودة الى سورية من الملاحقين سياسياً، وتم ترتيب امر عودته الى سورية وبقي اكثر من اربعة اشهر ينتظر تحديد موعد لمقابلة من بيدهم الأمر ولم تتم هذه المقابلة، ما اضطره لمغادرة سورية بسبب وضعه الصحي. ومع ذلك يذكر للرئيس الأسد انه وضع طائرة تحت تصرف اهل الشيخ عبدالفتاح ابو غدة لنقل جثمانه ليدفن في حلب، ولكنه دفن في المدينةالمنورة - بناء على وصيته - حيث اقلت جثمانه طائرة وضعها خادم الحرمين الشريفين تحت تصرف اهله. هذا ما قرأته عندما وضعت نظارة تختلف عن نظارة مراسلكم في دمشق