أعلنت منظمات اغاثة دولية امس حصول حالات وفاة جماعية من جراء المجاعة في السودان، وسجلت احدى هذه المنظمات وفاة 148 شخصاً في منطقة واحدة جنوب السودان. واكدت منظمة تابعة للامم المتحدة في نيروبي وأخرى اميركية انسانية في واشنطن لپ"الحياة" ان 6.2 مليون سوداني مهددون بالموت من جراء المجاعة. راجع صفحة 5 وقالت المسؤولة الاقليمية في برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في نيروبي بريندا بارتون في اتصال هاتفي لپ"الحياة" امس "ان عمليات البرنامج تستهدف حالياً محاولة انقاذ 6.2 مليون شخص مهددين بالموت في كل ارجاء السودان من جراء الجوع. ومن بين هؤلاء 2.1 مليون في مناطق يسيطر عليها الثوار في جنوب السودان، وهم الاكثر تضرراً من المجاعة ويحتاجون الى مساعدات عاجلة. ويوجد 2.1 مليون شخص في مناطق تخضع لسيطرة الحكومة في جنوب السودان ايضاً مثل واو واويل وابيي وحول النيل، وكذلك في المنطقة الانتقالية جنوب كردفان وجنوب دارفور. كما يوجد 200 الف في شمال السودان". وعما اذا سجل "البرنامج" حالات وفاة من جراء المجاعة، قالت بارتون "هناك حالات وفاة في مناطق عدة لم يجر حصرها حتى الآن، لكن لدينا معلومات وصلت حديثاً من منظمة اطباء بلا حدود التي تدير مركزاً لتوزيع الاغذية في بلدة أجيب التابعة لولاية بحر الغزال في جنوب السودان حيث يموت عشرة اشخاص اسبوعياً منذ ستة اسابيع في هذه البلدة التي سجل فيها وفاة 148 شخصاً اخيراً". وأضافت ان برنامج الغذاء العالمي يواجه صعوبات في ايصال الاغذية الى المناطق التي تسيطر عليها "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بسبب القتال المندلع في معظم هذه المناطق حيث يصعب انزال الاغذية جواً من الطائرات. وأشارت الى "أن البرنامج يحتاج حالياً الى 99.579 طناً مترياً من الاغذية او 137.6 مليون دولار اميركي لاطعام الجوعى بدءاً من الشهر الجاري وحتى نيسان ابريل المقبل. وقدمت الهيئات المانحة حتى الآن 37.376 طناً مترياً فقط قيمتها 59 مليون دولار. ويعني ذلك ان النقص الحالي 62.302 اطنان مترية قيمتها 78.6 مليون دولار. الى ذلك، اعتبر المسؤول في اللجنة الاميركية للاجئين جيف درومترا في مؤتمر عقده في واشنطن انه على رغم الجهود الجارية التي تبذل لمساعدة الجوعى، "فان المجاعة ستستمر حتى ايلول سبتمبر 1999" وهو موعد جمع الحصاد.