أكدت دراسة حديثة نُشر تقرير مفصّل عنها في مجلة Lancet الطبية على العلاقة القوية بين التدخين وتراجع الملكات العقلية او ما يسمى بالعته Dementia، على رغم ان دراسات سابقة كانت قالت ان التدخين مع وجود الموروث APOE4 عند المدخين يقيه من تطور مرض الزهيمر، علماً بأن هذا المورث له علاقة كبيرة بزيادة خطر تطور هذا المرض عند غير المدخنين. جرت هذه الدراسة في مدينة روتردام الهولندية ابتداء من العام 1995 شملت شريحة واسعة من الناس بلغ تعدادها ثمانية آلاف شخص كانت اعمارهم اكثر من 55 سنة. ومن خلال اجراء الفحوصات اللازمة في بداية الدراسة، وجد ان سبعة آلاف منهم لا يوجد لديهم اي نوع من انواع العته، ومع التقويمات النهائية بعد انتهاء الدراسة وجد ان نسبة تطور مرض الزهيمر عند المدخنين كانت ضعفي نسبتها عند غير المدخنين. ولأسباب غير مفهومة وجد ان وجود المورث APOE4 عند المدخنين ينقص من خطر اصابتهم بمرض الزهيمر. وعزى الباحثون هذا الامر الى تغيير في المقاومة الكيماوية للدماغ تجاه التغيرات التي يحدثها مرض الزهيمر. الا ان هناك تفسيراً آخر اقرب الى الواقع يقول بأن قصر اعمار المدخنين هو السبب في عدم تطور مرض الزهيمر عندهم. ال Dementia يؤدي هذ المرض الى تناقص في القدرات العقلية وفي الذاكرة ويصبح المصاب مشوش التفكير. ويحدث اضطراب في الذاكرة وفي اغلب الاحيان في الحوادث القريبة بينما يبقى المريض قادراً على تذكر اشياء وحوادث جرت منذ زمن بعيد. ومع ان معظم الناس يفقدون جزءاً من ذاكرتهم مع تقدمه في العمر وبشكل طبيعي، الا ان هذا المرض الذي من الممكن ان يقع في اعمار مختلفة يحدث تناقصاً مهماً في الملكات العقلية للمصاب. ويعد هذا المرض نادراً تحت سن الخامسة والخمسين وتبلغ نسبة حدوثه 20 في المئة فوق سن الثمانين. والسواد الاعظم من الاصابات يحدث نتيجة تطور مرض الزهيمر يليه السبب الوعائي الناجم عن نقصان التروية الدموية عن الدماغ من اسباب مختلفة ذات علاقة مباشرة مع التدخين. وهناك اسباب اخرى اقل شيوعاً مثل تناول الكحول لفترات طويلة ومرض باركنسون، ومرض الايدز، ونقص نشاط الغدة الدرقية، ونقص فيتامين B12 وحامض الفوليك. الدراسة الجديدة ألغت أية فائدة للتدخين في تناقص حدوث مرض الزهيمر حسب ما ذكرت دراسات سابقة محدودة، مع العلم ان الثقة في هذه الدراسة كبيرة كونها أجريت على اعداد كبيرة من الناس ما يقلل من نسبة الخطأ والمحاباة اللذين وجدا في دراسات اخرى