اختار عالم كرة القدم الاستمرارية للنهج الذي اتبعه البرازيلي جواو هافيلانج منذ 1974، وسيقود السويسري جوزف بلاتر، المدعوم بقوة من الاتحاد العربي لكرة القدم، دفة اللعبة بعدما انتخب رئيساً جديداً خلال المؤتمر ال 51 للاتحاد الدولي فيفا، أمس في باريس، على هامش كأس العالم السادسة عشرة التي تنطلق غداً الاربعاء. وصوّت 191 عضواً في الدورة الاولى فحصل بلاتر على 111 صوتاً مقابل 80 ليوهانسون، ما فرض على المرشحين خوض دورة ثانية لان ثلثي الاصوات وهو 128 كان مطلوباً للفوز منذ الدورة الاولى. وبين الدورتين صعد يوهانسون الى المنصة واعلن انسحابه من السباق، وقال: "انتهت اللعبة وعلينا التوجه لتناول طعام الغداء" لأن الفارق في الدورة الاولى كان كبيراً، علماً بأن الفوز بنصف عدد الاصوات زائد واحد هو المطلوب في الدورة الثانية. وفور سماعه الخبر انهمرت الدموع على وجنتي بلاتر وصعد بدوره الى المنصة وعانق يوهانسون وراح يتقبل التهاني من اعضاء اللجنة التنفيذية. وبدا التأثر والحزن والخيبة على وجه يوهانسون. ثم جلس بلاتر الى جانب الرئيس السابق البرازيلي جواو هافيلانج الذي يعتبر الداعم الاول لبلاتر. وهنأ هافيلانج يوهانسون على روحه الرياضية وقال: "يوهانسون رجل سنحترمه دائماً ليس كرياضي فحسب بل كانسان وديموقراطي". وانتقل هافيلانج للحديث عن خليفته، وقال: "لولا نشاطه وحنكته في السنوات الاخيرة لما تطورنا بالشكل الذي تطورنا به، وهو خير قائد لكرة القدم في القرن المقبل". وجاء دور بلاتر الذي دخل السباق في اللحظة الاخيرة، وقال: "اشكرك يوهانسون على مبادرتك، انت رجل ديموقراطي وعادل وهذا ما نحتاجه في المستقبل لكرة القدم". وشكر بلاتر جميع الذين انتخبوه، واضاف: "اشكر الذين انتخبوني والذين لم ينتخبوني، لان ذلك يدلّ على ديموقراطية في الاتحاد الدولي وهذا ما نحتاجه. اريد ان اجمع شمل العائلة الدولية لكرة القدم ولا اعني اللجنة التنفيذية فقط بل اصغر خلية كرة قدم في اصغر بلد في العالم، سأعمل لخدمة العائلة الكبيرة وأنا خادم للعبة وليست لديّ اطماع أو طموحات شخصية". وختم: "كرة القدم ليست في حاجة الى تغييرات جذرية وعلينا ان نكمل العمل الذي بدأه الدكتور هافيلانج وهذا ما سأفعله". وكان يوهانسون مرشحاً فوق العادة للحصول على منصب الرئيس لأنه اعلن ترشيحه للمنصب قبل عام تقريباً، لكن بلاتر اعلن دخوله السباق للحصول على اعلى منصب في كرة القدم العالمية في اللحظة الاخيرة وقلب الموازين اذ قسم أصوات بعض الاتحادات القارية بعدما كانت قد دعمت مبدئياً ترشيح السويدي. ومنذ نيسان ابريل الماضي احتدمت المنافسة وقام المرشحان بجولات مكوكية بين القارات في سعيهم لجمع الاصوات وكان العرب من اكبر الداعمين لبلاتر وبشكل علني. وبدأ بلاتر عمله في فيفا قبل 23 عاماً في لجنة برنامج التطوير التقني للاتحاد ثم تسلم الامانة العامة فيه العام 1981. وبلاتر هو ثامن رئيس للاتحاد الدولي منذ ولادة الاتحاد في 21 ايار مايو 1904، أما السبعة الاخرون فهم الفرنسي روبير غيران 1904-1906 والانكليزي دانيال وولفول 1906-1918 والفرنسي جول ريميه 1921-1945 والبلجيكي رودولف سيلدرايرز 1954-1955 والانكليزيان ارثر دروري 1955-1961 وستانلي راوس 1961-1974 وهافيلانج 1974-1998. شخصية متعددة المواهب ويتمتع بلاتر المرشح بمواهب متعددة لا تقتصر فقط على نجاحاته في تقديم عروض باهرة وإجادته أكثر من لغة خلال توليه سحب القرعة في كؤوس العالم أو غيرها من البطولات. ويعرف عن بلاتر ذكاؤه الحاد ودراية في معالجة اكبر المشكلات التي تعترض طريقه بديبلوماسية مشهودة، فضلاً عن انه صاحب مبادئ لا يتراجع عنها ويذهب بأفكاره حتى النهاية. وبعد ان لمع طالباً ثم نال شهادة في الاقتصاد والتجارة من جامعة لوزان سويسرا، بدأ مسيرته عام 1959 اميناً عاماً لهيئة السياحة في فاليه، قبل ان يصبح عام 1964 مديراً في الاتحاد السويسري للهوكي، وما لبث ان عُيّن بعد سنتين رئيساً للجمعية السويسرية للصحافة الرياضية. وتحولت حياته جذرياً عندما بلغ الثانية والثلاثين حيث تعاقدت معه شركة لونجين السويسرية للساعات حيث أوكلت اليه منصب مدير العلاقات العامة والتسويق فيها، وشارك مع هذه المؤسسة بصفتها الراعية الاساسية للتوقيت في اولمبياد ميونيخالمانيا عام 1972. وانضم بلاتر الى الفيفا عام 1975 بعد سنة واحدة على انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيساً وأوكل اليه منصب المدير الفني عام 1977، قبل ان يعين اميناً عاماً في 1981 خلفاً للالماني هلموت كايزر. ويقول بلاتر "منذ تعييني اميناً عاماً لم اعش سوى لكرة القدم، لقد تزوجت الفيفا على حساب عائلتي وحياتي الشخصية"، وبلاتر مطلق وله ابنة تدعى كورين 36 عاماً تساعده حالياً في حملته. ولأنه خضع لدورات تدريبية في صفوف الجيش السويسري كسائر مواطنيه فانه حالياً برتبة كولونيل، وهي اعلى رتبة لغير العاملين في الجيش بصفة رسمية. ونظراً لعلاقاته القوية والنافذة فإن مدينة سيون عينته رئيساً لملفها الترشيحي لاستضافة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2006. وتأخر بلاتر في اعلان ترشيحه رسمياً لكنه استبق المهلة الاخيرة التي حددتها الفيفا وهي منتصف ليل 7 نيسان ابريل، حيث اكد من باريس في مؤتمر صحافي عقده في 30 آذار مارس انه ترشح لمنصب الرئيس. ويعود تريث بلاتر الى حنكته وسداد رأيه ولم يقدم على هذه الخطوة إلا بعد ان اشتم "رائحة الفوز"، وقال: "أنا مرشح رسمياً لرئاسة الفيفا لأن هناك 15 اتحاداً وطنياً اقترحت ترشيحي من خلال رسائل خطية بينها البرازيل والارجنتين والولايات المتحدة وجامايكا والسعودية، فضلاً عن اتحادات في افريقيا واتحاد واحد من اوقيانيا وتحديداً استراليا". ولكي يضمن اكبر قدر من التأييد، اقترح على الفور اسم ميشال بلاتيني رئيس اللجنة الفرنسية المنظمة لكأس العالم كمدير تنفيذي للاتحاد في حال انتخب رئيساً، وقال: "وجدت شريكاً من اصحاب الكفاءة والخبرة هو ميشال بلاتيني، فهو يشاطرني افكاري وانا اشاطره افكاره، وسيكون الى جانبي في الحملة ومديري التنفيذي في حال الفوز بالانتخابات". وتخلت فرنسا عن مرشحها الاول يوهانسون لتقول "نعم" لابنها بلاتيني و"لا" لجارها السويدي، وهذا الموقف أثر بالتأكيد على بعض الدول الاوروبية الاخرى، وقد حذت حذوها انكلترا في عملية "تصفية حسابات" مع يوهانسون الذي يدعم ترشيح منافستها المانيا لاستضافة مونديال 2006. وأكد بلاتر قبل الاقتراع: "سأنتصر لان برنامجي واضح وكل شيء سيكون على ما يرام". المستقبل ويعرف السويسري كل شاردة وواردة عن اعمال الاتحاد، إذ شهد نموه الكبير في السنوات ال 23 الاخيرة، وسيفرض تعديلات بالتأكيد على مسيرة اللعبة، كما هي الحال مع كل تجديد في الرئاسة. بالنسبة لكأس العالم، لم يذكر بلاتر في برنامجه الرئاسي اي شيء محدد عن اكبر استعراض كروي في العالم، لكنه ألمح في مناسبات كبيرة انه سيدعم افريقيا في تنظيم كأس العالم 2006، ووعد برفع عدد المقاعد المحددة لقارة آسيا في نهائيات المونديال الى خمسة بدل ثلاثة أو أربعة واحد مشتركة بينها وبين أوقيانيا حالياًً. ويريد بلاتر ان يجمع شمل العائلة الكروية واكتشاف ما اذا كان مستقبل اللعبة الاكثر شعبية في العالم يكمن في العامل الاقتصادي او في الامتداد الاجتماعي والثقافي والتعليمي لها. كما ذكر بلاتر في برنامجه الرئاسي انه يحبذ التجديد للرئيس مرة واحدة فقط. وبالنسبة الى العلاقة بين فيفا والاتحادات القارية يريد بلاتر تأجيج النشاط في الاتحادات التي تتحرك قليلاً عبر زيادة الدعم للاتحادات الفقيرة لتقليص الفوارق. وسيساعد الاتحاد الدولي الدول الفقيرة على تحسين منشآتها والبنية التحتية فيها علماً بأن الاموال ستتأمن من خلال عقود تلفزيونية وتسويقية على فترة اربع سنوات. لكن اول خطوة لبلاتر قد تكون انشاء لجنة تنفيذية خاصة مؤلفة من اعضاء من اللجنة التنفيذية الحالية لتجتمع شهرياً، وتحل بدل اللجنة التنفيذية الحالية في البت بالأمور العاجلة. وقد يسمح للاتحادات القارية ان يكون لها ممثل دائم في الامانة العامة للاتحاد. وفي ما يتعلق بالناشئين الذين يعتبرون استمرارية ومستقبل كرة القدم، يرى بلاتر انه واجب على أي شخص ينتخب رئيساً ان يعطي اولوية لبرنامج تطوير الناشئين وتخصيص مسابقات لهم. كما يحبذ بلاتر روابط اقوى بين فيفا واللاعبين والمدربين والحكام ومن المتوقع ان تكون العلاقة بين فيفا واللجنة الاولمبية الدولية اقوى مما كانت عليه سابقاً. ويعتقد السويسري ان كل الأمور التي سبق ذكرها تحافظ على خصوصية كرة القدم وعالميتها وجوهرها. ولم ينته الاجتماع مع انتخاب بلاتر، اذ تسلم هافيلانج أيضاً شهادة الرئيس الفخري، ومن المتوقع ان يبقى له نفوذ في الاتحاد الدولي لكن الكلمة الاخيرة ستكون ل "تلميذه" بلاتر. بلاتر في سطور من مواليد مدينة فيسب في سويسرا في 10-3-1936 لعب كرة القدم من 62 الى 63 كهاوٍ مع فريق سالغيش. مجاز في الاقتصاد والادارةالتجارية من جامعة لوزان. عندما كان مراهقاً عمل حاملاً للأمتعة في فندق "بوسيت" السويسري، واصبح لاحقاً رئيس قسم العلاقات العامة في مجلس السياحة في مقاطعة فاليه. من 1964 الى 1966: اميناً عاماً للاتحاد السويسري للهوكي على الجليد. من 1966 الى 1968: مديراً اعلامياً لجمعية الصحافة الرياضية السويسرية. من 1968 الى 1975: مديراً لدائرة اجهزة قياس التوقيت الرياضي والعلاقات العامة والتسويق في شركة لونجين للساعات، وشارك في تنظيم الالعاب الاولمبية في ميونيخ عام 1972 وفي مونتريال عام 1976. 1974: حصل على الوسام الاولمبي. 1975: انضم الى الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا واصبح مديراً لبرامج التنمية. 1981: اصبح اميناً عاماً للفيفا. 1990: عين مديراً تنفيذياً للفيفا، وهو على اتصال مستمر مع 198 اتحاداً وطنياً عضواً في الفيفا. 1998: انتخب رئيساً للفيفاً بدءاً من 13 تموز يوليو. وظيفة لميشال بلاتيني ووفق بلاتيني في خياره لأنه صرح دائماً بأنه يتمنى ان يبقى في ميادين كرة القدم مع تأكيده على انه لن يقبل بمنصب عادي طالما انه تولى تنظيم كأس للعالم. ورفض بلاتيني بالتأكيد اكثر من عرض بعدما رأى ان العروض اقل من مستوى طموحاته الى ان اختاره بلاتر شريكاً في حملته بعدما وعده بمنصب المدير التنفيدي الفني أي المسؤول عن المسابقات واوضاع اللاعبين والحكام والمدربين. وولد بلاتيني في 21 حزيران يونيو 1955 في جوف، وهو متزوج واب لولدين. لعب من 1972 الى 1979: لاعب كرة قدم في نانسي، ومن 1979 الى 1982: لاعب في سانت اتيان، ومن 1982 الى 1987: لاعب في يوفنتوس الايطالي. سجله الرياضي: كأس فرنسا عام 1979 مع نانسي. بطولة فرنسا عام 1982 مع سانت اتيان. بطولة ايطاليا عامي 1984 و1985 مع يوفنتوس. كأس ايطاليا عام 1983 مع يوفنتوس. كأس الكؤوس الاوروبية عام 1984 مع يوفنتوس. كأس دوري ابطال اوروبا عام 1985 مع يوفنتوس. الكأس القارية للاندية عام 1985 مع يوفنتوس. حاز جائزة الكرة الذهبية اعوام 1983 و1984 و1985. خاض 72 مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي بينها 49 مباراة بصفة قائد. فاز بكأس الامم الاوروبية عام 1984 ونال لقب افضل هداف برصيد 9 اهداف. افضل هداف في المنتخب الفرنسي برصيد 41 هدفا.- حل رابعا في كأس العالم في اسبانيا عام 1982. حل ثالثاً في كأس العالم في المكسيك عام 1986. تولى تدريب المنتخب الفرنسي من 19 تشرين الثاني نوفمبر 1988 الى 17 حزيران يونيو 1992، ولعب المنتخب خلال هذه الفترة 29 مباراة ففاز في 16 وتعادل في 8 وخسر 5 وسجل 53 هدفاً ودخل مرماه 28 هدفاً. تشرين الثاني نوفمبر 1992: اختير رئيساً للجنة الفرنسية المنظمة لكأس العالم مع فرنان ساستر.