استولت جماعات من المستوطنين اليهود على أربعة بيوت في حي سلوان في القدسالشرقية، أمس، في جولة جديدة من حرب المواقع التي تشنها للسيطرة على العقارات والأراضي الفلسطينية في المدينةالمحتلة. وقبل ساعات من بدء الجرافات الاسرائيلية حفرياتها في أرض برج اللقلق التي استولت عليها جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية داخل أسوار البلدة القديمة، اقتحم العشرات من أعضاء جمعية "العاد" الاستيطانية تحت جنح الظلام أمس البيوت الفلسطينية الأربعة في حي سلوان الذي تطلق عليه اسرائيل اسم "مدينة داوود" تحت حراسة قوات الاحتلال الاسرائيلي الذين حاصروا المنطقة ومنعوا المواطنين من التحرك. وشهدت المنطقة المحيطة بالبيوت المستولى عليها عراكاً بالأيدي بين المواطنين الفلسطينيين من جهة ورجال الشرطة الاسرائيليين والمستوطنين من جهة أخرى أصيب خلالها مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية السيد فيصل الحسيني بحجر في رأسه. وأوضح أحد سكان البيوت فايز صيام ل "الحياة" ان المستوطنين اليهود طلبوا منه اخلاء المنزل خلال ثلاثة أيام بينما اجبروا شقيقتيه اللتين تسكنان بجواره على مغادرة بيتهما على الفور. وأكد صيام انه يملك عقد ايجار ساري المفعول من صاحب البيت، مشيراً الى أن أقوال المستوطنين "محض ادعاءات كاذبة". واستهجن صيام قيام المستوطنين تحت حماية الجيش الاسرائيلي بالدخول الى بيته في منتصف الليل، وقال: "انهم مثل الخفافيش التي لا تعمل سوى تحت جنح الظلام. ارهبوا أطفالي الستة وكدت أن أصاب بانهيار عندما رأيتهم يخلون مخزن بيتي أمام عيني". وادعى المستوطنون اليهود انهم اشتروا ثلاثة من هذه البيوت من مالكها الذي يقطن في العاصمة البريطانية بينما أكد اسماعيل عجوة انه اشتراها من المالك نفسه قبل أربعة أشهر ويملك الأوراق القانونية التي تثبت ذلك. أما البيت الرابع الذي يعود للحاجة فاطمة قراعين فقد تمت مصادرته من جانب ما يسمى حارس أملاك الغائبين الاسرائيلي الذي أوعز الى جمعية "العاد" الاستيطانية الى الانتقال والسكن فيه قبل سبعة أعوام، غير أن قراعين تمكنت من استصدار قرار موقت من المحكمة الاسرائيلية يقضي باخلاء المنزل الذي يملكه والدها المتوفي. وبالقرب من منزل الحاجة قراعين اعتصم الحسيني وعدد من مرافقيه في انتظار حصول المحامي الفلسطيني جواد بولص على قرار احترازي من المحكمة الاسرائيلية لعدم وجود أوراق قانونية تؤيد الادعاءات الاسرائيلية. وبالاستيلاء على البيوت الأربعة يصل عدد البيوت التي يحتلها المستوطنون خمسة عشر عقاراً تحاول الجماعات الاستيطانية بدعم من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس بلدية القدس الاسرائيلي أيهود أولمرت ليكود من خلالها توسيع بؤرها الاستيطانية لتفريغها من المواطنين الفلسطينيين لتحويلها الى بلدة يهودية متصلة مباشرة مع حائط البراق حائط المبكى داخل أسواق القدس القديمة وفقاً لمعتقداتهم. وتنفق الجماعات الاستيطانية الملايين من الدولارات الأميركية لشراء العقارات الفلسطينية في سلوان عن طريق الاحتيال والنصب وغيرها. وحذر مسؤولون فلسطينيون من مخاطر النشاطات الاستيطانية اليهودية في المدينة المقدسة لتغيير طابعها الجغرافي والديموغرافي. وقال النائب عن مدينة القدس أحمد البطش ان الحكومة الاسرائيلية تحاول أن تستبق مفاوضات الحل النهائي حول القدس من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض من دون أي وجه حق. وقال رئيس حركة "السلام الآن" الاسرائيلية يوسي سريد ان انتقال المستوطنين الى البيوت العربية تم "بقرار سياسي"، واتهم سريد الذي تظاهر مع عدد من اعضاء حركته في سلوان، الحكومة الاسرائيلية بالسعي الى تدمير عملية السلام برمتها، واعتبر ان "القدس ستكون المكان الأخير لدفنها".