أبدى الناطق باسم زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو أمس استعدادها للمثول أمام القضاء السويسري للدفاع عن نفسها في التهم الموجهة إليها بتلقي عمولات ورشاوى من شركات في سويسرا وغسل أموال في المصارف السويسرية. وجاء ذلك في وقت عكف المدعي العام السويسري كارلوس ديل بونتي على التحقيق في اتهامات بغسل أموال مخدرات موجهة إلى 350 شخصية عسكرية ومدنية باكستانية وردت اسماؤها في لائحة لم يتضح مصدرها بعد، ويعتقد أنها أعدت في أعقاب تسليم عدد من "بارونات" المخدرات إلى الولاياتالمتحدة. وعلمت "الحياة" ان من بين الذين وردت اسماؤهم في اللائحة الرئيس الباكستاني السابق غلام اسحاق خان ورئيس الوزراء الانتقالي السابق معين قريشي الذي يتولى حالياً منصب نائب رئيس البنك الدولي، إضافة إلى نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال ترمزي. بوتو وقال الناطق باسم حزب الشعب الباكستاني فرحات الله بابر ل "الحياة" أمس تعليقاً على ما تناقلته أجهزة الاعلام الغربية، إنه "لم توجه حتى الآن قضايا غسل الأموال ولا غيرها إلى السيدة بوتو". وأشار إلى أن "المحاكم السويسرية دانت ثلاثة أشخاص سويسريين وستحاكمهم، وفي حال طلب من بوتو المثول أمام المحكمة لشرح موقفها فهي مستعدة لذلك". وردت بوتو سريعاً على التقارير التي وصلت من جنيف بهذا الشأن، وقالت: "إنني مستعدة للمثول أمام المحكمة في سويسرا أو أي مكان آخر حفاظاً على اسم العائلة". وكان الرئيس الباكستاني السابق فاروق لاغاري أقال بوتو من رئاسة الحكومة بسبب اتهامها بالرشاوى والمحسوبية. ويقبع زوجها آصف زرداري منذ عام 1996 في السجن بسبب تهم عدة تراوح بين الفساد وقتل شقيقها مرتضى بوتو والتورط في المخدرات. وكانت بوتو اتهمت رئيس لجنة المحاسبة سيف الرحمن بزج الجيش في عملية المحاسبة. وكان رئيس الوزراء نواز شريف عيّن سيف الرحمن في أعقاب وصوله إلى السلطة في رئاسة اللجنة من أجل إعادة مبلغ 5،1 بليون دولار، قال إن بوتو وزوجها اختلساه. أما سيف الرحمن فرد مشيراً إلى ان المدعي العام السويسري يدقق في حسابات بعض الشخصيات الباكستانية وإمكان أن تكون هذه الشخصيات متورطة في غسل أموالها عبر وسطاء. لكن وعلى رغم مرور 20 شهراً على محاكمة بوتو في باكستان، وهي المحاكمة التي يحلو لها أن تسميها "المحاكمة الاعلامية"، وبعد ستة أشهر من المحاكمة في سويسرا، لم تظهر أي إدانة واضحة لها على رغم تجميد ما بين 15 و20 حساباً لها في سويسرا. ووجه المدعي العام السويسري تهماً لرجال أعمال سويسريين يديرون شركات كانت بوتو منحتهم حق الاشراف على تحصيل أموال الجمارك الباكستانية في مقابل عمولات لها، كما وجه اتهامات بالفساد وغسل الأموال إلى بوتو وزوجها. وتقاتل بوتو على جبهات عدة، فزوجها آصف زرداري في السجن ومتهم بقضايا عدة. وكانت إسلام آباد تحدثت أخيراً عن تورطه مع تجار المخدرات. ويقول المحققون الباكستانيون إن خمسة من البارونات الكبار لتجارة المخدرات والذين سلموا إلى أميركا، اعترفوا بتورط زرداري معهم في تجارة المخدرات. كما تقاتل بوتو على الجبهة الداخلية حيث تمثل بشكل شبه يومي أمام المحاكم الباكستانية للدفاع عن نفسها. وفي الثامن من الشهر الجاري ستمثل أمام محكمة روالبندي قرب العاصمة، بشأن "قضية الذهب" التي تتلخص في منحها تاجراً باكستانياً مقيماً في بلد عربي، الحق الحصري لاستيراد الذهب إلى باكستان في مقابل تعاون في غسل أموال.