واشنطن - أ ف ب - بدأت الحرائق الضخمة باجتياح فلوريدا وتكساس في الولاياتالمتحدة الأميركية بسبب الجفاف غير الاعتيادي. ولم توفر النيران في فلوريدا سوى مقاطعة واحدة من 67 مقاطعة تتألف منها الولاية. والتهمت حتى الآن ما يزيد على مئتي ألف هكتار ودمرت أو أصابت بأضرار حوالى مئة منزل وأرغمت مئات الأشخاص على الهرب من طريقها مولدة وضعاً لم تعرف الولاية مثيلاً له منذ 1932. وفي ولاية تكساس التهمت ألسنة اللهب ستين ألف هكتار معظمها من الأراضي المخصصة للزراعة أو لتربية المواشي. وتقدر السلطات المحلية الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الجفاف والنيران ولا سيما بالنسبة الى الزراعة بحوالى ملياري دولار في ولاية تكساس وحدها. ويعتبر الخبراء ان "النينيو" هو المسؤول الأول عن هذه الحرائق. وكانت ظاهرة "النينيو" المناخية قد أدت الى هطول أمطار غزيرة أثناء الشتاء الماضي في جنوبالولاياتالمتحدة مما نتج عنه نمو سريع للنباتات. لكن "النينيو" استقبل فصل الربيع بموجة حر وجفاف أدت إلى يباس النباتات والاعشاب التي اصبحت هشيما سرعان ما تسري فيها النيران. وهكذا سجلت الحرارة أرقاماً قياسية في فلوريدا حيث بلغت 37 درجة مئوية. وفي 24 حزيران يونيو الجاري سجل نشوب ما يزيد على 72 حريقاً. وإذا صدق خبراء الرصد الجوي، فإن الأسوأ في الطريق. وبحسب بول هول خبير الرصد الجوي في ملبورن فلوريدا، فإن شهر حزيران يمكن ان يكون "الأكثر جفافاً في تاريخ" فلوريدا. وفي تكساس يتوقع الخبراء صيفاً "طويلاً وحاراً". وتأتي العواصف الرعدية التي تهب على المنطقة لتزيد الوضع تعقيداً: فأمطارها ليست غزيرة كفاية لاخماد الحرائق، في حين ان الرياح التي تصاحبها تزيد في تأجيج النيران بينما تشعل الصواعق بؤر نار جديدة. وليست هذه الحرائق المدمرة سوى الكوارث الاخيرة ل "النينيو" الذي سبق ان اعتبر مسؤولاً عن تدمير ملايين الهكتارات من الغابات في اميركا اللاتينية منذ مطلع السنة الجارية. ووصل "جيش الرماد" الذي يقوده "النينيو" الآن إلى جنوبالولاياتالمتحدة عبر تكساس وفلوريدا. لكن ولايات أخرى مثل كاليفورنيا واريزونا ونيومكسيكو ونيفادا تعيش هي أيضاً مرحلة من الجفاف الشديد وهي معرضة لخطر نشوب الحرائق فيها في وقت قريب.