الى الجنوب من مدينة طرطوس الساحلية تقع آثار عمريت الحاضرة الفينيقية التي تضم أوابد هامة. وبين أبرز الصروح والمعالم التاريخية التي تحفل بها المدينة الملعب الأولمبي الذي يعود الى القرن الرابع قبل الميلاد ويعتبر بذلك أقدم ملعب أولمبي معروف حتى الآن. ويقول رئيس شعبة التنقيب في "مديرية آثار طرطوس" بسام وطفة انه "ليست هناك وثائق ملموسة تنص صراحة على أنه الأقدم" لكن الدلائل على أنه بني في هذه الفترة بما يؤكد انه مزامن لنشوء الألعاب الأولمبية و"يمكن أن يسبق، بالتالي، الملاعب الأخرى المعروفة" التي لا ترجع الى الفترة الزمنية نفسها. ويضيف انه "تم الكشف منذ عامين عن وجود منشآت عمرانية متواضعة على جانبي الملعب منها معصرة زيتون تعود الى العصر اليوناني أي الى فترة لاحقة لانشاء الملعب". إلا أن لا شيء يؤكد ما إذا كانت هذه المنشآت أقيمت لمساندة الأنشطة التي كان يشهدها الملعب أو أن ريعها كان يعود إليه. ويشبه تصميم الملعب الى حد كبير الملاعب العالمية المعروفة الآن، إذ يبلغ طوله نحو 238 متر ويتسع لأكثر من أربعة آلاف متفرج. ويتألف من مدرجين محفورين في الصخر، لكل مدرج تسع درجات. وهناك ميدان ومدخل رئيسي ومنصة رئيسية في الجهة الشرقية من الملعب لجلوس الخاصة من الشعب، كما يؤدي درج منحوت في الصخر الطبيعي في الضلع الجنوبي للملعب الى غرفة استراحة اللاعبين حيث كان يتم تبديل الملابس. ويقول القائمون على عمليات التنقيب ان الملعب استخدم لتنظيم المباريات الأولمبية التي كانت تضم الكثير من الألعاب مثل سباق الخيل حول مضمار الملعب. كما كانت المباريات تشهد مختلف ألعاب القوة والمصارعة وألعاباً أخرى تدل على مدى الرقي والتمدن الذي وصلت إليه المنطقة منذ عهود قديمة