السيد المحرر، تحية طيبة، نشرت "الحياة" في 24/6/1998 مقالاً للسيد مهدي السعيد بعنوان "الغجر واشكالية الاندماج في مجتمعات اوروبا الشرقية" في الصفحة الثامنة وجاء فيه: "حل الغجر في بلدان اوروبا منذ ما يزيد على الاربعة قرون… ويقول علماء التاريخ انهم هاجروا على دفعات من الهند… الخ". والصحيح ان اصل الغجر لا يعود الى سكان الهند لان الهنود سود البشرة ونزوح الهنود الى اوروبا تم عام 10 آلاف قبل الميلاد وكان من شمال الهند. وسكان شمال الهند بيض لان شمال الهند منطقة جبلية وجوها بارد. ولقحوا اللغات الاوروبية بمفردات لغتهم التي يطلق عليها اللغة السنسكريتية ثم انفكوا عنها بعد هذا التاريخ بپ50 عاماً او اكثر ومنهم قبائل الفرس وقبائل الاكراد. لذلك لا يوجد اناس لهم بشرة سمراء في ايران او كردستان. وحدثت الهجرة بسبب الجفاف الذي حل بأرضهم ما يسمى بپتجوال او هجرة الشعوب. الا ان اصل الغجر يعود الى المصريين الذين جاؤوا من اثيوبيا قبل 15 ألف عام مع مجرى نهر النيل وسكنوا مصر وتدل اشكالهم على ذلك، فهم من ذوي البشرة السمراء اما السودانيون في مصر فهم من سكان النوبة. واشكال الغجر تشبه اشكال المصريين الذين هم من اصل اثيوبي. والاثيوبيون سمر. وعقب وصول المصريين من اثيوبيا الى مصر وجدوا منسوب نهر النيل ينخفض 30 سنتيمتراً كل اربع سنوات وكانت المجاعة تحدث بسبب انعدام الزراعة والقحط مما ينشب معارك وصراعات من اجل البقاء. ونشر المؤرخ المقريزي مخطوطة في القرن العاشر الهجري بعنوان "اغاثة الامة من الغمة" صور فيها المعاناة التي كان يعيشها المصريون بسبب انخفاض منسوب ماء النيل والمجاعة التي انتشرت في مصر وكانت تحدث مرة كل اربع سنوات وتؤدي الى الهجرة الى الدول المجاورة او الشمال. وبسبب ذلك دخلت اللغة الانكليزية كلمة جبسي Gipsy اي غجر وهي نسبة الى ايجبت Egypt وفي الفرنسية توجد كلمة مقاربة وهي جيتان. وما يقوله علماء التاريخ ليس صحيحاً دائماً فعلى المرء ان يغوص في اعماق المخطوطات القديمة ليستنتج الحقائق. وشكراً. استاذ الادب الالماني في جامعة الملك سعود سابقاً.