شيان الصين، بكين - أ ف ب، رويترز - وصل الرئيس بيل كلينتون أمس الخميس إلى الصين في الزيارة الأولى من نوعها لرئيس أميركي منذ أحداث ربيع بكين عام 1989، حاملاً رسالة إلى كبار المسؤولين الصينيين بشأن حقوق الإنسان في بلادهم، مقدمة لتعميق التعاون الاستراتيجي بين البلدين الأقوى والأكبر تعداداً للسكان. واستبق الرئيس الصيني جيانغ زيمين محادثاته مع نظيره الأميركي باطلاق تصريحات وعد فيها ان تتحقق الديموقراطية في بلاده في غضون خمسين عاماً. ونقلت الصحف الصادرة في بكين أمس عن جيانغ زيمين قوله في اجتماع مع كوادر شابة في الحزب الشيوعي الحاكم، ان "الصين ستشهد تطوراً أساسياً لتصبح بلداً اشتراكياً حديثاً وقوياً وديموقراطياً ومتحضراً مع منتصف القرن الحادي والعشرين". وأضاف: "ستبلغون سني عندما يقع ذلك". ووصل الرئيس الأميركي مساء أمس إلى شيان وسط الصين وهي العاصمة الامبراطورية السابقة، على متن الطائرة الرئاسية "ايرفورس وان" ترافقه زوجته هيلاري وابنتهما تشيلسي. وابتسم كلينتون وهيلاري وحيّا المسؤولين الذين تجمعوا أمام الطائرة. وكان الرئيس كلينتون يرتدي ربطة عنق صفراء، فيما ارتدت الأميركية الأولى فستاناً أزرق. وغادرا المدرج على متن سيارة ليموزين مصفحة باتجاه وسط المدينة، وهي المحطة الأولى من جولة في الصين تستغرق تسعة أيام. ويجري كلينتون اليوم الجمعة محادثات مع نظيره الصيني في بكين وينتقل بعد ذلك إلى شانغهاي العاصمة التجارية للبلاد وجويلين العاصمة السياحية ثم يزور هونغ كونغ التي عادت أخيراً إلى السيادة الصينية بعد الاستعمار البريطاني. وفد من 1000 شخص ويرافق الرئيس الأميركي وفد كبير يضم أكثر من ألف شخص. وألقى كلينتون مساء أمس كلمة في الحي القديم في المدينة قال فيها ان فجراً جديداً بدأ للصين وشعبها. وتعتبر بكين زيارة كلينتون الحدث الديبلوماسي الأهم بالنسبة إليها خلال السنوات العشر الماضية. إذ تكرس انتهاء عزلتها العالمية بعد مجزرة ساحة تيانانمين عام 1989. وأثارت الزيارة جدلاً في الولاياتالمتحدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الصين. وكان كلينتون رد على منتقدي الزيارة قبل مغادرته الاسكا مساء أول من أمس في طريقه إلى الصين، انه "بمرور الوقت، كلما قربنا بين الصين والعالم، كلما تمكن العالم من ادخال الحرية إلى الصين". وأضاف ان سياسة التعامل مع الصين اثبتت أنها أكثر فعالية من سياسة "عزلها في ركن بعيد". وكلينتون أول رئيس أميركي يزور البلاد منذ الحملة التي شنتها القوات الصينية على الحركة المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيانانمين في الرابع من حزيران يونيو 1989. ولم تثر أي رحلة خارجية للرئيس مثل هذا الجدل المثار في الداخل بشأن رحلته إلى الصين. وتطايرت الاتهامات من تقديم الصين الأموال للحملة الانتخابية للحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه، إلى نقل تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الحساسة إلى الصين