ريشُ حكمةٍ سهران، ريشٌ أعمى ونملٌ كثير حصيرةٌ مجروحةٌ هناك حصيرةُ الحبِّ وآثارُ شفاهٍ على وسادة بيضاء كوز شفاف نرى في مائه وجوه الناس نرى زهرة في الضواحي وزهرة على ثياب بغداد نسمع أجراساً صاخبةً في وجه الشيطان ..................................... .................................... أيها الليلُ الثمل... أيها الليل يا لعبةً عمياءَ تُلطّخُ ثيابنا بالنجوم ننتظر ضحىً بأشجارٍ بيضاء عصا خفيفةً نهشّ بها على أغنامنا حكمةً تحمينا من الثلج وجروح الثلج طوال الليل وطوال الشتاء فليس بوسعنا أن نكذبَ على أحد أو ننتظرَ طويلاً نحن رياح الجنوب وطيور الجنوب ننتظر مراكبَ كثيرةً كي تحملَ أمتعتنا وشجوننا قلائدَ أجدادنا وحنطتهم وثغاء خرافهم * * * نسمعُ ليلاً خلف الليل وصهيلَ خيولٍ جريحةٍ حيثُ يعمينا التأريخ ونعميه يُسقِطنا هنا ونُسقطه هناك يُسقطنا على أرصفة كثيرة حيث بقايا حروبٍ وأقنعةٌ قديمة ورماح خفيّة ومهرّجون ميتون ونُسقطهُ هناك... حيث لا يسأل عنه أحد كي يرى مفاتيحَ خرائبهِ في المرايا حين تلمعُ الحكاية وذهبُ الحكاية والموت وفي ثيابنا المجروحة يلمعُ الليل والنهار صفاقةُ الخناجر ترب الخاصرة تضرب التماثيل وضحك التماثيل. * * * لهذا انتظرناكِ عشرين ليلة تواصلت انتظرنا ضُحاكِ والعصافير وثيابك في الرياح في مدينة تحت الأمطار تطير على ضرب دفوف أشجارٌ تأتي ونحنُ نروح ونجيء بين الأشجار أمطارٌ تأتي وشعبٌ برمته ينتظر تحت الأمطار لهذا انتظرناك بقلادة الضحى وصوت الضحى وثياب الرمان - 2 - ولقد أحببناكِ ثانيةً ودون ترددٍ أيضاً صفةً ممحوّةً، رياحاً تهيمُ بها تلك الأكوان وكمرصوفينٍ لا نقوى على الموت من شِدّة الضنى من شدّة الهيمان، ومن شدّة القصب في المياه كأننا نائمون إلى الأبد، هنالك في تلك الرياح وخلف تلك الرياح... * * * لقد أحببناكِ دون ترددٍ حقاً كقناع يسقط بين الصفة والموصوف ثم يُعطيك ما تشائين من حركة الوجوه حين تَسمعين في المنامات صياح القناع وركض الصفة ولهاث الموصوف ................................. ................................. كان الشط حزيناً في ثيابك وأنت تغرقين حين جرجَرَنا الغباءُ طوال الليل ثم تناهى إلى سمعنا غناءٌ بعيد كان ذلك نحيبُ الطيرِ غناء الحقيقة حين يضربها المعنى في القلب ويقودُها القناع لكي تنام لكنها تسمعكِ وتهواك تسمعك كرشق الورد وتصفيقِ الورد حين يضحك المقتول من القتل وخناجر القتل * * * لقد أحببناك صياحاً في الريح رنينَ أجراسٍ ولهاثَ أجراس ............................... ولذلك ربما لم يكن بوسعك أن تغرقي أكثر فكانت الحنّاء في يدك الحكيمة تنادي الأولاد وتعدّل العباءة تُسقي الطير وتهدي الحيارى في الليل فقد كان لا بد لنا من هذا الحبِّ المجروح كي نُحبَّكِ ثانيةً وبأكثر لهفة ممكنة فليس لبُحّة صوتك مثيلٌ هنا ليس لحروف السين والباء والألف والقاف والهاء أن تترك شيلتك الجميلة مائلةً الى هذا الحد!! نعرف ما يحدث في الحروب وما سيأتي في النهاية نعرف السيّد والشيطان مُتلمّسين الجرح الأول على السبورة الجرح الأول ولهاث الموت الراكض في عصي الراكضين حيث تسمعين أغاني الحرس السوداء وصرير أبواب المستشفى في لهاث الخنازير * * * لقد أحببناك دون ترددٍ أو توقف أحببناك ببهجةٍ عجيبة نركض وحدنا في الليالي ملدوغين بالحبّ موصوفين هاربين من الصفات طائرين بتلك الأكواخ ورياح الأكوان... * شاعر عراقي مقيم في لندن