بغداد - أ ف ب - يتسمر العراقيون عصر كل يوم امام اجهزة التلفزيون لمتابعة مباريات المونديال متناسين الحظر الذي ينهكهم منذ ثماني سنوات ويحلمون بجني ملايين الدينارات... فقد خصصت اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية التي يرأسها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين جائزة قدرها ثمانية ملايين دينار عراقي نحو 5400 دولار للشخص او الاشخاص الذين يعرفون هوية المنتخبات التي ستحل في المراكز الاربعة الاولى. ولا يحتاج الفائز او الفائزون بهذه الثروة الفعلية في بلد شهدت عملته الوطنية تدهورا مأسويا خلال سنوات الحرب والحظر الا الى شراء بطاقة وملء عمودين منها على الاقل بمئة دينار لكل عمود واختيار اسماء المنتخبات الاربعة الاولى بالتسلسل النهائي. لكن العراقيين الذين يعشقون كرة القدم يتابعون المباريات للاستمتاع ايضا مع ان انقطاع التيار الكهربائي يفسد عليهم غالباً هذه المتعة. فمنذ الحظر المفروض على العراق بعد اجتياح قواته للكويت عام 1990 تعتمد وزارة الصناعة برنامج تقنين للتيار الكهربائي وتقطع الكهرباء ثلاث ساعات خلال النهار وساعتين خلال الليل في بغداد ومدن اخرى من البلاد. لكن العراقيين يعانون اكثر من انقطاع المياه ونقص الادوية ومصاعب النقل. وهم منقطعون عن العالم الخارجي لغياب المنشورات الاجنبية والمحطات التلفزيونية الفضائية. وعانت كرة القدم العراقية التي كانت تعتبر الافضل في الخليج في الثمانينات، من انعكاسات الحظر. وقال المدرب السابق عمو بابا لوكالة "فرانس برس" في كانون الثاني يناير الماضي ان اللاعبين "غالبا ما يشتكون من قلة الاغذية وقلة الفيتامينات الامر الذي يمنعهم من متابعة التدريبات". ومع ان المنتخب العراقي الذي شارك في مونديال المكسيك عام 1986، لا يشارك في كأس العالم في فرنسا يتتبع العراقيون باهتمام المباريات وخصوصا انجازات البرازيليين. وتقول زهور سليم "اصبح بيتنا فندقا لان زوجي واولادي يتجمعون يوميا امام التلفزيون لمتابعة المباريات وتقع علي مسؤولية تأمين العشاء والفاكهة وجميع الطلبات الاخرى". وزهور شأنها في ذلك شأن غالبية العراقيات محرومة منذ بداية المونديال في العاشر من حزيران يونيو الحالي من مشاهدة المسلسلات المصرية وتقول في هذا الاطار "انا لا اعرف لماذا ينقلون المباريات على التلفزيون بدلا من عرض الافلام والمسلسلات الجميلة التي كنا جميعا نتمتع بها". لكن تاجرا في شارع سعدون لا يشاطر زهور الرأي فقد جلب من منزله جهاز التلفزيون الى المتجر ليتسنى له متابعة المباريات. ويشكل المونديال نعمة لاصحاب المقاهي الذين استغلوا الفرصة لمضاعفة اسعار المشروبات فارتفع سعر كأس من الشاي مثلا من 25 الى 50 دينارا. وينتظر العراقيون مباراة ايران والولايات المتحدة اليوم باهتمام. ورغم الحرب الايرانيةالعراقية التي استمرت ثماني سنوات من 1980 الى 1988 يبدو ان رجل الشارع في العراق يتعاطف مع المنتخب الايراني "بسبب الاصرار الاميركي على مواصلة الحصار وتاليا معاناة الشعب العراقي" حسب قول احدهم.