شدد الرئيس حافظ الأسد على ضرورة تفعيل الدور الأوروبي في المسيرة السلمية، فيما دعا المنسق الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس الى ضرورة "رفع مستوى التنسيق الأوروبي - العربي" في المرحلة المقبلة. وقال الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان الأسد استقبل موراتينوس في حضور وزير الخارجية السيد فاروق الشرع والناطق باسم المنسق الأوروبي كريستوف فيرنو. ومن المقرر ان يغادر الوفد الأوروبي صباح اليوم الى اسرائيل في ختام زيارة لدمشق شملت جلستي محادثات مع الاسد والشرع وزيارة هي الأولى لمدينة القنيطرة في الجولان السوري. وتشمل جولة الوفد الأوروبي ايضاً زيارة لبنان ومصر. وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" ان اللقاء بين الرئيس السوري والمنسق الأوروبي "كان ودياً وحميماً بين اصدقاء وتناول تطورات عملية السلام والعلاقات السورية - الأوروبية وزيارة الأسد لباريس" المقررة في منتصف الشهر المقبل. وزادت ان اللقاء لم يتناول "أي خطة معينة للتحرك في عملية السلام، بل أكد موراتينوس انه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع الى الأبد، لذلك فإن الحديث تناول الاحتمالات المتوقعة". ونقلت المصادر عن موراتينوس قوله: "اذا قبل الجانب الاسرائيلي الافكار الاميركية المتعلقة بانسحاب من 13 في المئة من أراضي الضفة الغربية فإن الأوروبيين سيساعدون الاطراف المعنية على تنفيذ الاتفاقات، لكن اذا رفضت الحكومة الاسرائيلية تلك الافكار، وهذا ما يبدو الى الآن، فإن التحرك الأوروبي يجب ان يكون أكثر فاعلية ويجب ان يكون التنسيق الأوروبي - العربي أعمق". وأشارت الى ان "الاستمرار في عملية برشلونة للشراكة المتوسطية جيد لكن الشراكة لن تنجح اذا فشلت عملية السلام، لذلك فعلى المدى الطويل يجب العمل سوية بين أوروبا والعرب". وقالت المصادر ان الجانبين السوري والأوروبي "لم يكونا متفائلين كثيراً بمستقبل عملية السلام في ظل سياسة حكومة بنيامين نتانياهو". وأشارت الى ان موراتينوس بحث مع المسؤولين السوريين في "نداء السلام" الذي وجهه الرئيسان حسني مبارك وجاك شيراك، و"ملاحظات سورية على عقد مؤتمر ثان للسلام، اذ تعتقد دمشق ان عقده سيؤدي الى انقاذ اوسلو اساساً وليس عملية السلام، كما انه يطرح تساؤلات عن مرجعية مؤتمر مدريد وقرارات مجلس الأمن ويساهم في تخفيف العزلة عن نتانياهو".