لم يعد مصير المنتخب الاسباني في يدّه وبات مطالباً في الفوز على بلغاريا في مباراته الاخيرة شرط عدم فوز الباراغواي على نيجيريا، اذا ما اراد التأهل الى الدور الثاني للمونديال الفرنسي، اثر تعادله مساء اول من امس مع الباراغواي صفر - صفر. وبات رصيد اسبانيا نقطة واحدة فقط اذ سبق لها الخسارة امام نيجيريا 2-3 في حين ارتفع رصيد الباراغواي الى نقطتين كونها تعادلت سلبياً مع بلغاريا أيضاً. وضمنت نيجيريا احتلال المركز الاول بعدما رفعت رصيدها الى ست نقاط، في حين لا يزال الصراع ثلاثياً على البطاقة الثانية. ويعتبر كثيرون منتخب اسبانيا "بطل العالم في المباريات الودية والتصفيات" لأنه لم يخسر بعد خروجه من الدور ربع النهائي لمونديال الولاياتالمتحدة قبل اربع سنوات أمام ايطاليا 2-1 أي مباراة حتى افتتاح ملعب سانت دوني الفرنسي في كانون الثاني يناير الماضي فخسر أمام فرنسا صفر -1. ثم عاد بعدها الى لغة الفوز فحقق انتصارات كبيرة أبرزها على السويد بأربعة اهداف نظيفة، قبل ان يتعرض لخسارة أمام نيجيريا في افتتاح المونديال الحالي اثرت سلباً على معنويات اللاعبين. ويؤكد المدرب خافيير كليمانتي ان المباراة المقبلة ضد بلغاريا "بمثابة مباراة نهائية. اللاعبون محبطون لكنني واثق من انهم سيقدمون كل ما لديهم للتأهل. منتخب الباراغواي لم يقدم كرة جميلة لكنها فعالة وقد تمكن من اغلاق كل المنافذ امامنا في الدفاع والوسط. الباراغواي قادرة على التأهل للدور الثاني لكنها ستواجه صعوبة امام نيجيريا اقوى فريق في المجموعة". أما الباراغواي فدافعت طويلا امام اسبانيا وبدت منظمة الخطوط ولا سيما في الدفاع والوسط لكن نقطة ضعفها تبقى في الخطوط الامامية والامر واضح اذ انها لم تسجل أي هدف في مباراتين. وبسبب هذا التنظيم الدفاعي القوي لم يصل الاسبان كثيراً الى الحارس الاستعراضي تشيلافرت الذي لم ينقذ سوى كرة واحدة خطيرة اثر رأسية من بيتزي في الشوط الاول. وتشيلافرت قائد الفريق يبث الطمأنينة في نفوس لاعبيه ويصيح بهم ويوجههم كلما دعت الحاجة كما يتقدم لتسديد الركلات الحرة وحلمه تسجيل هدف في المونديال علماً انه يسجل مراراً لفريقه فيليز سارسفيلد الارجنتيني من الركلات الحرة وركلات الجزاء ويقول: "أكرر دائماً ان امامي افضل خط دفاع في العالم، وخط الوسط منظم جداً. صحيح اننا لا نسجل كثيراً لكن الثقة بالنفس عالية لدينا. مصيرنا في يدنا وفوزنا على نيجيريا التي لا نخشاها يضعنا في الدور الثاني". وأجرى مدرب اسبانيا بعض التغييرات سعياً الى زيادة فعالية خط الهجوم فاشرك بيتزي وايتشيبيريا بدل الفونسو وكيكو نافاريز لمساندة راوول في الخطوط الامامية، لكن تنظيم صفوفه الخلفية لم يكن جيداً، ما سمح للباراغواي التي دافعت طويلا، الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي شكلت خطراً كبيراً على المرمى الاسباني، خصوصاً في ربع الساعة الاول. وبذلك حصلت الباراغواي على ركنيتين 10 بعدما اخترقت المنطقة الاسبانية وتدخل المدافع ابيلاردو لانقاذ الموقف، ثم تسديدة قوية من بينيتز من ركلة حرة بين يدي زوبيزاريتا 12 قبل كرة كامبوس العرضية التي كاد يصل اليها روخاس 13. ولم يكن تدخل "الأرمادا" قوياً وباستثناء رأسية بيتزي 21 التي طار لها تشيلافرت وانقذها وتسديدة راوول "الباهتة" فوق العارضة بامتار في الدقيقة ال31، لم تطلق "المدافع" الاسبانية سوى "ذخيرة بيضاء". وفي المقابل ابطل زوبيزاريتا مفعول قذيفة اطلقها بينيتيز في الدقيقة ال36 قبل تسديدة تشيلافرت من ركلة حرة في الحائط الاسباني 38. وتدخل اغويليرا لمنع روخاس من التسديد 40. ثم دانت السيطرة لاسبانيا في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول فانقذ تشيلافرت تسديدة راوول الهائلة قبل ان يتدخل ايايلا ليبعد الكرة من امام بيتزي المتابع على خط المرمى 45. وظهرت نيات الباراغواي الدفاعية في بداية الشوط الثاني، إذ أخرج المدرب كاربجياني المهاجم كامبوس واشرك بدله لاعب الوسط باريديس في دلالة على الاعتماد اكثر وأكثر على الهجمات المرتدة للايقاع بالخصم. وفي الجانب الاسباني دخل مورينتس بدل بيتزي 53 وسيلاديس بدل ابيلاردو 56. وراحت اسبانيا تجازف بالهجوم لكن لويس انريكه انشط لاعبي الفريق وجد تشيلافرت في طريق تسديدته 57 قبل ان يحل كيكو بدل راوول السيء 66. لكن الباراغواي وجهت انذاراً أول للخصم عبر بينيتيز من تسديدة قوية اوقفها زوبيزاريتا وانذاراً ثانياً من كرة للاعب نفسه تدخل سيرجي لابعادها قبل اجتيازها خط المرمى. ثم اخرج تشيلافرت كل ما في جعبته من حيل لإبعاد رأسية لانريكه 70