السيد المحرر تحية طيبة، يقول الكاتب الفلسطيني عمر كيلاني في مقاله في "الحياة" يوم 27 أيار مايو 1998 إن الإدارة الأميركية لا تستبعد فعلاً الانسحاب من عملية السلام. والمتتبع لتاريخ زرع إسرائيل في المنطقة ورعاية الولاياتالمتحدة لها منذ نشوء دولة إسرائيل يجد أن أميركا عملت، ولا زالت تعمل، على إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي وقيام حال تعايش حقيقية في المنطقة ونزع أي شعور عدائي لدى العرب يقوم على اعتبار ان إسرائيل دولة دخيلة اغتصبت وسرقت أرضاً وشردت شعبها في الآفاق. وهذا ما أكده الرئيس جورج بوش حين اعلن اطلاق مؤتمر مدريد. إن إيهام العرب بالسلام مصلحة إسرائيلية وأميركية. مصلحة إسرائيلية لأنها تريد أن توهم العرب أنها جادة في موضوع السلام في الوقت الذي تسعى للتحضير لمرحلة مقبلة من الصراع وابتلاع جزء من الأرض العربي. ومصلحة أميركية لأنها أهم المبررات التي تقوم بها لتوهم العرب أنها جادة في مساعدة العرب في الوصول إلى السلام المزعوم وبالتالي تقوم بفرض الاتاوات المادية والمعنوية ثمناً لهذا السعي المزعوم. وأخيراً، في كل يوم نسمع ان أميركا في طريقها للاعلان عن الانسحاب من عملية السلام ولو ان استطلاعاً أجري حول هذا الموضوع بين العرب لاتضح ان الأكثرية الساحقة تتمنى ان تنسحب أميركا من عملية السلام، لأنه كفانا ما رأينا من إذلال في سبيل الوصول إلى هذا السلام المشؤوم.